وصفة كسر القلق.. اختصاصيان يكشفان طرقًا فعالة لمساعدة الطلاب على تجاوز توتر الدراسة في السعودية

تعيش أعداد كبيرة من الطلاب حالة من التوتر والقلق الممزوج بالحماس مع اقتراب بداية العام الدراسي الجديد، ويعتبر فهم كيفية تهيئة الطفل نفسيّاً للعودة إلى المدرسة من أبرز الخطوات التي تساعد على تخفيف هذه المشاعر. إن تجهيز الطفل لمدة أسبوع قبل بدء الدراسة باستخدام جدول يومي يشبه أيام المدرسة مثل النوم المبكر، الاستيقاظ في وقت محدد، وتنظيم استخدام الأجهزة الإلكترونية، يمنحه شعوراً بالاستقرار والطمأنينة ويجعل الانتقال إلى روتين المدرسة أمراً طبيعياً وليس مفاجئاً.

كيفية التعامل مع قلق الانفصال عند الأطفال أثناء الاستعداد للعودة إلى المدرسة

من أهم التحديات التي تواجه الأطفال، خاصة في السنوات الأولى، هو ما يُعرف بـ«قلق الانفصال» حيث يشعر الطفل بالخوف من الابتعاد عن والديه، ويظهر ذلك في بعض الأحيان في صورة بكاء صباحي، رفض ارتداء الزي المدرسي، أو ظهور أعراض جسدية مثل الصداع وآلام البطن. التدرج في التعامل مع الطفل في هذه المرحلة ضروري، ويشمل اصطحابه في الأيام الأولى، ثم توديع الطفل بسرعة وبكلمات تشجيعية، وعدم السماح بحضور الأم أو المربية داخل المدرسة لتجنب تعوّد الطفل على هذا الاعتماد. لا يجب تجاهل تأثير قلق الانفصال على الأمهات أيضاً، فبعضهن يعانين من القلق ذاته، مما قد ينقل شعور التوتر إلى الطفل. غالبًا ما يتغلب الأطفال على هذه الحالة خلال أسبوعين، أما في حال استمرار الرفض، فمن الضروري فحص الأسباب العميقة، سواء كانت صعوبات تعليمية أو تنمراً أو مشكلات نفسية تحتاج إلى تدخل متخصص.

دور الأسرة والمدرسة في تهيئة الطفل نفسياً للعودة للمدرسة بنجاح

تعتبر العلاقة بين الأسرة والمدرسة مقياساً أساسياً في نجاح تهيئة الطفل نفسياً، حيث يجب أن تكون شراكة حقيقية وليس مسؤولية واحدة فقط. على الأهل أن يتواصلوا مع معلمي أبنائهم بشكل مستمر للتعرف على سلوك الطفل داخل الصف، وتزويد المدرسة بمعلومات حول حاجاته النفسية والاجتماعية. بالمقابل، يجب على المدرسة تقديم دعم نفسي وتربوي للطلاب الجدد أو المتوترين مع التركيز على المرونة في التعامل معهم. من الوسائل الفعالة التي يمكن تعليمها للطلاب مهارات التكيف، مثل التعبير عن المشاعر بالكلمات، التعلم على تقنيات الاسترخاء، وتحديد أهداف يومية صغيرة تعزز الثقة بالنفس، إذ تساعد هذه الممارسات الطفل على تجاوز قلق العودة والانخراط بشكل صحي في البيئة المدرسية.

النوم الصحي وتنظيم الوقت كجزء من تهيئة الطفل نفسياً للانتظام في الدراسة

يشدد استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور محمد بكر صالح على أهمية النوم الصحي كعنصر أساسي في تهيئة الطفل نفسياً للعودة إلى الدراسة، وأن الاستيقاظ المبكر والنوم المنتظم يجب أن يستمر حتى في أيام الإجازة لتجنب إرباك الساعة البيولوجية. كما يشدد على تنظيم الوقت بعد العودة من المدرسة، بعدم إضاعته في استخدام الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة، مع الحرص على الجمع بين الدراسة والترفيه بشكل متوازن لتحفيز النجاح والمثابرة. من الضروري أيضاً تناول فطور صحي قبل الذهاب للمدرسة، وترطيب الجسم بشكل جيد، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في بعض المناطق.

نصائح لتحسين الاستعداد النفسي للعودة للمدرسة
تقسيم الجدول اليومي ليشابه أيام الدراسة في النوم والاستيقاظ
التعامل التدريجي مع قلق الانفصال عبر اصطحاب الطفل وتوديع موجز
تعزيز التواصل بين الأسرة والمدرسة لمعرفة حاجات الطفل النفسية
تعليم الطفل مهارات التكيف مثل التعبير عن المشاعر وتقنيات الاسترخاء
الحفاظ على النوم الصحي وعدم إرباك الساعة البيولوجية خلال الإجازة
تناول فطور صحي وترطيب الجسم خصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة
الحد من استخدام الأجهزة الإلكترونية وتحويل الوقت لأمور منتجة