قمة 1990.. عمرو موسى يكشف تفاصيل مثيرة عن تصرفات القادة العرب أثناء غزو الكويت

في قمة الطوارئ العربية عام 1990 التي انعقدت بعد غزو العراق للكويت، شهد القادة العرب انقسامات حادة ومشادات حادة كادت تعصف بنتائج القمة؛ إذ كان غياب الاتفاق يشكل خطراً مباشراً على مستقبل الكويت بعد الغزو. رحّب الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك بإقرار قرار يدين الغزو من خلال آلية التصويت بالأغلبية، محققاً بذلك إنجازاً مصيرياً وقاطعاً وسط أجواء توتر خانقة.

تفاصيل المشادات والانقسامات خلال قمة الطوارئ 1990 والغزو الكويتي

أوضح عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، أن القمة شهدت انقسامات حادة بين الدول المشاركة، التي لم تضع مصلحة الكويت فوق مصالحها الخاصة، مما جعل الموقف يزداد اشتعالاً وتهديداً لصمود القرار. كانت الخلافات بين القادة العرب تتصاعد تدريجياً، حيث تجنب بعضهم إصدار قرار بإدانة الغزو العراقي؛ وهو ما كان سيترك الكويت بلا حماية أو دعم. أشر موسى إلى لحظة ارتباك واضحة في القمة، إذ فشل الجميع في التوصل إلى إجماع بسبب تضارب المصالح والاختلاف في مواقف الدول، ما جعل احتمال فشل القمة وارداً بقوة.

الحسم المصري ودور التصويت بالأغلبية في مواجهة غزو الكويت

تدخل الرئيس حسني مبارك بحزم، إذ أدرك أن اعتماد مبدأ الإجماع قد يقضي على فرص صدور قرار عربي حاسم، لذلك طرح خيار التصويت بالأغلبية؛ حيث حازت المبادرة على موافقة 12 دولة مقابل اعتراضات أقلية. دفع هذا الإجراء بعجلة القمة إلى الأمام، وزاد من قوة الموقف العربي الرسمي تجاه غزو العراق للكويت، رغم موجة الاعتراضات التي رافقت القرار. بحسب موسى، كانت هذه الخطوة نقطة تحوّل أساسية؛ إذ آلت القمة إلى إصدار قرار رسمي غيّر مجرى الأحداث، مظهرة أهمية القدرة على اتخاذ قرارات حاسمة عند الأزمات.

ردود الفعل العربية المختلفة وأهمية التنسيق المصري السعودي السوري في القمة

تجلّت ردود الفعل خلال القمة في تفاوت حاد؛ فقد أبدى ياسر عرفات اعتراضاً قوياً وصاخباً، وارتفع صوت مندوب العراق ممثلاً لصدام حسين بالاحتجاج على القرار، بينما اختار معمر القذافي أسلوباً مختلفاً في التعبير عن رفضه، معبرًا عن موقفه بعدم الرضا بطريقة غير مباشرة. بالمقابل، شكّكت الجزائر في القرار وعبّرت عن تحفظها. أكد موسى على الدور المحوري للتنسيق بين مصر والسعودية وسوريا في بناء موقف قوي وموحد، ساهم في تجاوز التعقيدات والخلافات، وإخراج القمة بنتيجة توافقت مع مصلحة الكويت والمجتمع العربي، إذ كان هذا التنسيق العامل الأبرز في قلب القمة إلى قرار حاسم وموحد، يعكس وجوب دعم الدول العربية لبعضها في مواجهة الغزو.

الدولة موقفها من قرار القمة
مصر (حسني مبارك) دعم التصويت بالأغلبية وفرض القرار
فلسطين (ياسر عرفات) اعتراض حاد ورفع الصوت
العراق (صدام حسين) احتجاج رسمي عبر المندوب
ليبيا (معمر القذافي) رفض بطرق غير مباشرة
الجزائر تحفظ وعدم ارتياح للقرار