احتفالات المولد.. الحلويات والعرائس تزيّن المنازل بهذه الطريقة

تعتبر مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف متجددة كل عام، وتظل حلاوة المولد جزءًا أساسيًا تعبر عن الفرح وتزين موائد الأسر المصرية، إذ يشهد السوق إقبالًا واسعًا على شراء مختلف أنواعها، بين السادة والفاخرة بالمكسرات، مما يعكس مكانة هذه الحلوى في التراث المصري على مدار الزمن.

التغيرات في أسعار حلاوة المولد 2025 وتأثيرها على المستهلك

تباينت أسعار حلاوة المولد لهذا العام بين الأنواع التقليدية والسادة، والعلب الفاخرة التي تحتوي على مكسرات مستوردة، فقد وصل سعر الكيلو للسادة إلى حوالي 120 جنيهًا، بينما بلغ سعر علب “لوكس” الفاخرة 145 جنيهًا للكيلو الواحد، وحققت العلب الكبيرة التي وزنها 5 كيلوجرامات سعرًا يصل إلى 850 جنيهًا، مع اختلاف الأسعار للأحجام 2، 3، و4 كيلوجرامات التي تراوحت بين 290 و700 جنيه، أما الحلوى المحشوة بالمكسرات المستوردة فقد شهدت ارتفاعًا ملحوظًا، حيث بلغ سعر علبة وزن 2 كيلو 450 جنيهًا، و3 كيلو 675 جنيهًا، و5 كيلو وصلت إلى 1100 جنيهًا، وهو ما يعكس تفاوتًا كبيرًا وضغطًا على القدرة الشرائية للمستهلكين.

زيادة إنتاج حلاوة المولد بنحو 15٪ لمواجهة الطلب المتزايد

أفادت شعبة الصناعات الغذائية في جمعية مستثمري 6 أكتوبر بأن المصانع رفعت من حجم إنتاج حلاوة المولد بنسبة 15٪ مقارنة بالسنة الماضية، استجابةً للزيادة المتوقعة في الطلب، حيث يعد موسم المولد ذروة نشاط في قطاع صناعة الحلويات، ويتم فيه اتخاذ خطط دقيقة لتوفير العمالة الموسمية والمواد الخام التي يكاد لا يستخدمها السوق في باقي أوقات السنة، مما يعزز من تنشيط الحركة الاقتصادية ويجذب مزيدًا من فرص العمل المؤقت.

تحديات صناعة الحلوى وتأثيرها على جودة وأسعار حلاوة المولد

رغم الزيادة في الإنتاج، تواجه صناعة حلاوة المولد عددًا من التحديات الأساسية أهمها تقلب أسعار المكونات الأولية، فشهد سعر جوز الهند ارتفاعًا وصل إلى 60٪ بسبب نقص المعروض وانخفاض جودة المصادر العالمية، ما دفع الصناع إلى البحث عن بدائل في الأسواق الدولية بجودة مناسبة، بالإضافة إلى تعقيدات توفير بعض المواد مثل الفول السوداني والبندق المرتبطين بمواسم زراعية محددة، الأمر الذي دفع بعض المصانع للاعتماد على المخزون القديم حتى توفر الإمدادات الجديدة، مما قد يؤثر على توافر الحلوى في السوق وجودتها وتنوعها.

دور وزارة التموين والحماية في تأمين حلاوة المولد للمواطنين

لم تقتصر جهود توفير حلاوة المولد على القطاع الخاص فقط، بل اتخذت وزارة التموين خطوات فعالة لتوفير منتجات ذات جودة وأسعار منافسة، حيث أعلنت الشركة العامة لمخابز القاهرة الكبرى عن طرح 25 طنًا من الحلوى استعدادًا للموسم، مع تسهيل إمكانية الشراء عبر نقاط الخبز المدعوم، وهي مبالغ يحصل عليها المواطنون مقابل ترشيد استهلاك الخبز، وهذا يتيح لعدد كبير من الأسر المصرية اقتناء الحلوى بتكلفة أقل، مع استعداد الوزارة لرفع الكميات تلبيةً للازدحام المتوقع في الطلب.

نصائح ضرورية لشراء حلاوة المولد بجودة وأمان

حرصًا على سلامة المستهلك وجودة المنتجات، أصدر جهاز حماية المستهلك مجموعة من الإرشادات تُسهل اختيار حلوى المولد الآمنة، ومنها:

• التأكد من سلامة العبوة الخارجية وخلوها من التمزقات.
• قراءة تاريخ الإنتاج وتاريخ انتهاء الصلاحية بدقة.
• شراء الحلوى من المتاجر المعروفة أو السلاسل التجارية الموثوقة.
• تجنب شراء المنتجات المجهولة أو المعروضة في أماكن غير رسمية.

مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي وحلاوة المولد بين الأسر المصرية

يرتبط الاحتفال بالمولد النبوي عند الأسر المصرية بأجواء مميزة، حيث تصبح موائد العائلة مُزينة بحلاوة المولد التي تمثل عنصرًا من الفرح والاحتفال، إلى جانب تبادل الزيارات والتهاني، ويتحول الشارع بمختلف أرجائه إلى مكان يعج بالزينة الملونة، والعرض التقليدي للعرائس الخشبية والحصان الخشبي، والتي تُعد من أبرز رموز المولد، ما يخلق جوًا اجتماعيًا ينبض بالبهجة ويعزز الروح المجتمعية في هذه المناسبة.

الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية التي يحملها موسم حلاوة المولد

لا يقتصر موسم حلاوة المولد على كونه مناسبة دينية فقط، بل يحمل أبعادًا اقتصادية واجتماعية بارزة، إذ يشهد قطاع المصانع والمتاجر زيادة ملحوظة في الطلب، ما يسهم في تنشيط سوق العمل الموسمي ويخلق فرص عمل مؤقتة لآلاف الأفراد، بالإضافة إلى دعم الأسر محدودة الدخل من خلال توفير المنتجات بأسعار مناسبة عبر المجمعات الاستهلاكية الحكومية، ما يعزز من قدرة المجتمع على المشاركة في الاحتفالات التي تحل كل عام، وتجعل من حلاوة المولد رمزًا للترابط والمحبة يجسد دفء العلاقات بين الناس وتقاليد مصر العريقة.