40 مليون دولار.. البنك المركزي السعودي يدخل بقوة عالم الفضة بمشتريات ضخمة

اجتذب شراء البنك المركزي السعودي 40 مليون دولار من صندوق SLV ومناجم الفضة اهتمام المتداولين، خاصة في ظل استقرار أسعار الفضة دون 39 دولارًا للأونصة رغم التوقعات بارتفاعها إلى أكثر من 40 دولارًا، مما يعكس توجهًا متزايدًا نحو الاستثمار في المعدن النفيس.

تأثير شراء البنك المركزي السعودي لصندوق SLV على أسعار الفضة

أظهرت ملفات 13F المقدمة إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية أن البنك المركزي السعودي استحوذ على 932,000 سهم من صندوق SLV خلال الربع الثاني بقيمة تجاوزت 30 مليون دولار، مما يعكس اهتمامًا متزايدًا بـالفضة كأصل استثماري؛ كما اشترى 203,700 سهمًا من صندوق Global X Silver Miners ETF بقيمة 9.8 مليون دولار، ما يُبرز دور استثمارات الصناديق المرتبطة بمناجم الفضة في رؤية المستثمرين لهذه السوق. على الرغم من هذه الصفقات، اعتبر بعض المحللين والمراقبين على وسائل التواصل الاجتماعي أن الاستثمار ربما لا يرتبط مباشرة بإعادة ضخ المعدن الفعلي، بل يُدار ضمن استراتيجية أدارتها صناديق الثروة السيادية التي يشرف عليها البنك، مما يوضح تعقيدات هذا النوع من الاستثمارات الورقية مقابل الاحتياطيات المادية.

تحليل حجم الاستثمارات السعودية في صناديق الفضة مقارنة بمحافظها الأخرى

يُعد استثمار البنك المركزي السعودي في صندوق SLV صغيرًا نسبيًا مقارنة بباقي الاستثمارات التي أظهرها في الربع الثاني؛ إذ يمثل أقل من سدس استثماراته في صندوق SPDR لقطاع الطاقة بقيمة 183.2 مليون دولار، وحوالي خُمس استثماراته في صندوق SPDR S&P 500 بقيمة 130.1 مليون دولار، مما يشير إلى أن استراتيجيته الاستثمارية في المعادن النفيسة تتم بحذر وانسجام مع توزيع محافظه المتنوعة. ويرى بعض المحللين أن البنوك المركزية إذا قررت بيع احتياطياتها من الفضة، فمن المرجح أن تقوم بشراء المعدن الفعلي بدلاً من الاعتماد على المشتقات الورقية، وهو عامل يُبرز أهمية متابعة حركة المعدن المادي في الأسواق العالمية.

واقع استثمارات الفضة للبنوك المركزية في الأسواق العالمية

في السياق العالمي، تُعد روسيا البادئة الوحيدة التي أعلنت عن استثمارات نشطة لتعزيز احتياطياتها من المعادن النفيسة، حيث تخطط الحكومات الروسية إنفاق 51 مليار روبل خلال ثلاث سنوات على الفضة ومعادن البلاتين، وهو ما يعكس رغبة في تنويع الاحتياطيات بعيدًا عن الاعتماد على الأصول المالية فقط. وفي مؤتمر رابطة سوق لندن للمعادن الثمينة 2024، أوضح ممثلو البنوك المركزية مثل المنغولي والتشيكي أن الفضة تتميز بتقلبات عالية تجعل منها معدنًا أقل ملاءمة للاحتفاظ كاحتياطي نقدي، على عكس البنك المركزي المكسيكي الذي يحتفظ بحصص من الفضة تعبيرًا عن أهمية التعدين في الاقتصاد المكسيكي الذي يظل أكبر منتج عالمي لهذا المعدن.

البنك المركزي نوع الاستثمار القيمة بالدولار الأمريكي ملاحظات
السعودي صندوق SLV وصناديق مناجم الفضة 40.4 مليون استثمار صغير مقارنة بمحافظ أخرى
روسيا اقتناء معادن نفيسة مادية 535.5 مليون (تقديري) خطة لتجديد الاحتياطيات خلال 3 سنوات
المكسيك احتياطيات فضة مادية غير مذكور يدعم اقتصاد التعدين الكبير

يرى الخبراء أن شراء البنك المركزي السعودي لأسهم الفضة في صناديق المؤشرات يُعد مؤشرًا هامًا على استمرار الطلب على هذا المعدن النفيس، حتى مع عدم الوصول بعد إلى مستويات سعرية مرتفعة تتجاوز 40 دولارًا للأونصة، في حين يشير استمرار تحركات البنوك المركزية العالمية إلى أن الفضة تبقى مادة استراتيجية يُنظر إليها بحذر داخل المحافظ الاستثمارية بسبب تقلباتها، لكنها تظل محفزة للمستثمرين الباحثين عن تنويع الأصول بطرق غير تقليدية.