الذهب والدولار.. كيف تؤثر اضطرابات «الفيدرالي» على أسعار المعدن النفيس؟

انخفضت أسعار الذهب قليلاً يوم الأربعاء بسبب ارتفاع الدولار، رغم تجدد القلق حول استقلالية البنك المركزي الأميركي بعد تهديد الرئيس دونالد ترمب بإقالة ليزا كوك، محافظ «الاحتياطي الفيدرالي»، مما منح الذهب دعمًا إضافيًا في السوق. يشهد الذهب تذبذبًا في قيمته وسط هذه التوترات السياسية وتأثيرات مؤشر الدولار المتصاعد.

تأثير ارتفاع الدولار على تذبذب أسعار الذهب الفوري

انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.2% إلى 3384.49 دولار للأوقية عند الساعة 02:23 بتوقيت غرينيتش، بعد تسجيله أعلى مستوى منذ 11 أغسطس يوم الثلاثاء. بينما استقرت عقود الذهب الأميركية الآجلة لتسليم ديسمبر عند 3434.20 دولار، وهو مؤشر على تقلبات السوق المستمرة. مع ارتفاع مؤشر الدولار بنحو 0.2% مقابل العملات المنافسة، أصبح الذهب أقل جاذبية لحائزي العملات الأخرى، مما أثر على الطلب بشكل ملحوظ، خاصة في ظل الأجواء الاقتصادية المُضطربة.

التوتر السياسي وتأثير تهديد إقالة محافظ «الاحتياطي الفيدرالي» على سعر الذهب

برز جدل واسع بعد إعلان ترمب نيته إقالة ليزا كوك بسبب مزاعم مخالفتها في الحصول على قروض عقارية، وهو إجراء قد يختبر الحدود القانونية للسلطة الرئاسية على «الاحتياطي الفيدرالي»، مما زاد من حالة عدم اليقين في الأسواق. ردّت كوك بالتأكيد على أن ترمب لا يملك سلطة إقالتها، ولن تستقيل، وهذا التصعيد السياسي يظهر تأثيرًا واضحًا على تحركات أسعار الذهب التي تتأثر بشكل كبير بثقة المستثمرين في استقرار السياسة النقدية.

مؤشرات السياسة النقدية وتأثيرها على توقعات أسعار الذهب المستقبلية

يركز المستثمرون الآن على بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، المقرر صدورها يوم الجمعة، باعتباره المقياس المفضل لدى «الاحتياطي الفيدرالي» لمعرفة اتجاه التضخم، والذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بسياسة رفع أو خفض أسعار الفائدة. الأسواق تعطي احتمالًا بنسبة 87% لخفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع 17 سبتمبر، وهذا السيناريو يدعم عادة أداء الذهب غير المُدر للعائد في ظل بيئة أسعار الفائدة المنخفضة. كما يرى كبار المحللين، مثل كيلفن وونغ من «أواندا»، أن الذهب قد يشهد ضغطًا صعوديًا نحو مستوى 3400 دولار، وتجاوزه إلى 3435 دولارًا، مع استمرار دعم «الاحتياطي الفيدرالي» وبرنامج التحفيز.

في أسواق المعادن الأخرى، تراجعت الفضة الفورية بنسبة 0.1% إلى 38.56 دولار للأونصة، بينما شهد البلاتين ارتفاعًا بنسبة 0.2% ليصل إلى 1351.50 دولار، والبلاديوم صعد بنسبة 0.6% إلى 1101.02 دولار، مما يعكس تحركات متفاوتة بين مختلف المعادن النفيسة وسط المتغيرات الاقتصادية العالمية.