ارتفاع الذهب.. تأثير ضعف الدولار وتصاعد التوترات في واشنطن على الأسعار محليًا وعالميًا

شهدت أسواق الذهب ارتفاعًا لافتًا في الأسعار عالميًا ومحليًا خلال الفترة الأخيرة، وذلك نتيجة ضعف الدولار وتسارع التوترات السياسية في واشنطن، حيث كان القرار المفاجئ للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإقالة ليزا كوك من اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة العامل الحاسم في تحفيز هذه الزيادة، لما له من تأثير مباشر على ثقة المستثمرين واستقلالية الاحتياطي الفيدرالي.

تطور أسعار الذهب المحلية مع تراجع الدولار وتوترات واشنطن

أكد سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة”، أن أسعار الذهب في السوق المحلية سجلت ارتفاعًا بنحو 15 جنيهًا مصريًا، ووصل سعر جرام عيار 21 إلى حوالي 4590 جنيهًا، بينما ارتفعت الأوقية عالميًا بما يقارب 10 دولارات لتسجل 3375 دولارًا. كما شهدت أسعار عيارات الذهب الأخرى تحركات صاعدة، حيث بلغ سعر جرام عيار 24 نحو 5246 جنيهًا، وعيار 18 حوالي 3934 جنيهًا، وعيار 14 ما يقرب 3060 جنيهًا، في حين بلغ سعر الجنيه الذهب 36,720 جنيهًا. وكانت الأسواق قد شهدت تراجعًا الأسبوع الماضي، إذ خسر الذهب 10 جنيهات محليًا لتغلق عيارات 21 عند 4575 جنيهًا، وتم تسجيل هبوط بقيمة 6 دولارات عالمياً للأوقية إلى 3365 دولارًا. ويرى المختصون أن قرار إقالة ليزا كوك، بحجة مخالفات في قروض الرهن العقاري، يأتي بهدف تعزيز النفوذ داخل اللجنة الفيدرالية بعد تغييرات إدارية ساهمت في تعديل توازن مجلس الاحتياطي، وهو ما زاد من حالة القلق بين المستثمرين.

دعم عالمي قوي لأسعار الذهب وسط تغيرات اقتصادية وسياسية

على الصعيد الدولي، أظهرت تقارير أن صندوق SPDR Gold Trust، الأكبر عالمياً في دعم الذهب، رفع احتياطياته بنسبة 0.18% لتصل إلى 958.49 طنًا يوم الاثنين، ما يعكس زيادة الثقة في أصل الذهب كملاذ آمن. كما دعمت تصريحات رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول التوقعات الخاصة بخفض سعر الفائدة في سبتمبر بمقدار 25 نقطة أساس، مما يعزز جاذبية الاستثمار في الذهب. وفي نفس الإطار، كشفت البيانات الرسمية عن ارتفاع واردات الصين من الذهب عبر هونج كونج بنسبة 126.8% خلال يوليو مقارنة بشهر يونيو، ما يدل على استمرار قوة الطلب في ثاني أكبر اقتصاد عالمي. وتترقب الأسواق بيانات اقتصادية أمريكية مهمة هذا الأسبوع، تشمل مكونات مثل ثقة المستهلك، مطالبات البطالة، الناتج المحلي الإجمالي، ومؤشر التضخم المفضل للاحتياطي الفيدرالي المرتقب يوم الجمعة، حيث تؤثر هذه المؤشرات بشكل واضح على توجهات أسعار الذهب.

تقلبات الذهب المحلية والعالمية ومخاطرها في ظل توترات واشنطن السياسية

يشير سعيد إمبابي إلى أن التدخلات السياسية المفاجئة في تشكيل لجنة الاحتياطي الفيدرالي تعكس مدى تداخل السياسة مع الاقتصاد، وهو ما يُضعف استقلالية البنوك المركزية ويزيد من حالة عدم اليقين على المستويين المحلي والعالمي، معززًا اللجوء إلى الذهب كملاذ استثماري آمن رغم احتمال أن يكون هذا الدعم مؤقتًا. وأوضح أن استمرار قوة أسعار الذهب يتطلب وجود عوامل اقتصادية جوهرية، مثل خفض الفائدة وزيادة الطلب الاستراتيجي من قبل البنوك المركزية، وليس مجرد استجابة فورية للقرارات السياسية النابعة من بيئة متقلبة. وأشار إلى توقع موجة متزايدة من التذبذبات؛ إذ إن غياب السياسات الواضحة والمستقرة من الفيدرالي الأمريكي قد يفاقم من حركات الأسعار عالميًا، مما سينعكس بشكل مباشر على سوق الذهب في مصر.