مؤمن الجندي يكتب: السلام الأخير في أحدث مقال له منذ ساعتين

السلام الأخير في كرة القدم ليس مجرد وداع، بل هو لحظة تتشابك فيها المشاعر بين الحزن والخذلان، خاصة حين يغادر لاعب ترك بصمته في صفوف فريقه، فتتغير طريقة الاحتفاء بالرحيل إلى ميدان من الأسئلة والمواقف المتناقضة

السلام الأخير في كرة القدم: وداع وسام أبو علي وأثره المتشابك

في كرة القدم، لا تكون لحظة الرحيل سهلة أبدًا، فليس الوداع مجرد مغادرة شخص بل هو انتهاء فصل كامل من المشاعر والتوقعات. كان وسام أبو علي مثالًا حيًا على ذلك، إذ رغم أن اسمه حُفر في ذاكرة جمهور الأهلي في موسم ونصف فقط، فإن رحيله جاء مثيرًا لمشاعر معقدة لا تشبه الغضب على الأقل لاعبين القصر، بل كانت نصيبة الغضب من الطريقة التي تم بها الرحيل، من صمت النادي وعدم الاعتراف بجميل اللاعب، ومن شعور جموع المشجعين بالجحود الذي شعروا به تجاه لاعب حمل راية القلعة الحمراء بإخلاص. ورغم أن العرض الأمريكي المادي كان مغريًا، والقرار الرسمي للعقد عقلانيًا، إلا أن كرة القدم ليست فقط أرقامًا واتفاقيات، بل تتغلغل فيها المشاعر والولاء لما هو أبعد من الأوراق الرسمية.

السلام الأخير وكيف تؤثر طريقة الرحيل على مشاعر جمهور الأهلي

جمهور الأهلي مثل أي جماهير كبيرة، لا يغضب من رحيل لاعبه إذا كان لمصلحة النادي، بل الغضب الحقيقي ينبع من طريقة الوداع، من الخروج البارد الذي يخلو من كلمات الاعتراف والود، ومن تصرفات لا تتوافق مع روح من ترعرعوا تحت ظل القميص الأحمر طوال سنوات. هذا الغضب دفع البعض إلى هجوم حاد، ربما تجاوز حدود الكلام المقبول، لكن ذلك مؤشر حي على قوة الارتباط العاطفي باللاعب الذي اختار الرحيل. وهنا تظهر أهمية مفهوم “السلام الأخير” الذي لا يقاس فقط بالمال أو العقود، بل بكيفية تصريف وداع اللاعب، خاصة في أندية كالأهلي حيث المشاعر والتاريخ يلعبان دورًا كبيرًا في تقييم الأحداث.

السلام الأخير بين المصلحة المهنية والارتباط العاطفي: رؤية من زاوية وسام أبو علي

لو أمعنا النظر من منظار وسام أبو علي، نجد أن روايته تختلف كثيرًا، فهو يرى في قراره حماية لحقوقه وطموحاته المعيشية، لا خيانة أو خذلان، خصوصًا أن العرض الأمريكي كان أكثر من 30 ضعف ما كان يتقاضاه، ورفضه التخلي عن مصلحته كان شأن الملايين من الموظفين في مختلف المجالات التي تضع الجانب المادي والمعيشي في الدرجة الأولى. فالمشكلة أن كرة القدم ليست مجرد وظيفة عادية، والحسابات المادية لا توازي دائمًا موازة القيمة العاطفية والعلاقة مع الجماهير. في النهاية، وسام لم يكن بطل فداء قدم كل شيء بلا مقابل، ولا خائن بخلع القميص، بل لاعب محترف جاء في توقيت مثالي، ترك أرقامًا واضحة، وذكريات ملتبسة بين الوفاء والمصلحة.

  • رحيل لاعب كرة قدم يتعدى الجانب المالي ويتصل بالمشاعر
  • الجمهور يتفاعل ديناميكيًا مع طريقة وداع لاعبيه في الأهلي
  • اللاعبون يتخذون قرارات حسب ظروفهم المادية والمهنية بشكل شخصي
البند التفاصيل
مدة وسام أبو علي في الأهلي موسم ونصف
مردود الأداء مساهمات وأرقام جيدة
عرض الرحيل عرض أمريكي بحجم 30 ضعف الراتب
رد فعل الجمهور غضب من طريقة الرحيل لا من الرحيل نفسه

رحيل وسام أبو علي هو قصة تعكس التوتر بين حسابات الربح والخسارة على الورق، وبين ما يجترحه القلب من ألم وعواطف لا تنتهي، والـ”السلام الأخير” في كرة القدم، ليس فقط عن توديع لاعب، بل هو اختبار لقوة الروابط الإنسانية بين اللاعب والنادي والجمهور، تلك الروابط التي لا يمكن فهمها فقط بالأرقام والقرارات، بل بالاحساس والتجارب الحية التي تخبرنا أن لا مكان يقف على أحد، ولا أحد يمكن أن يحتل مكانًا للأبد، لكن الذكرى والتأثير تبقى في القلوب والذاكرة.