إقالة قيادة الاحتياطي.. كيف يؤثر نجاح ترامب في تغيير رؤساء الفيدرالي الأمريكي على الاقتصاد؟

تتزايد المخاوف بشأن تداعيات إقالة قادة بنك الاحتياطي الفيدرالي من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث يشير الخبراء إلى أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى ارتفاع التكاليف الاقتصادية وتراجع استقلالية البنك المركزي، الأمر الذي قد يؤثر سلبًا على الاقتصاد الأمريكي بأشكال متعددة.

تأثير إقالة قادة بنك الاحتياطي الفيدرالي على الاقتصاد الأمريكي

ترى هيذر لونغ، المحللة الاقتصادية في صحيفة “واشنطن بوست”، أن إقدام ترامب على إقالة قادة بنك الاحتياطي الفيدرالي يشكل تهديدًا لاستقلال هذا البنك، الذي يعدّ حجر الزاوية في ضبط معدلات الرهن العقاري والتضخم ومكافحة الأزمات الاقتصادية في البلاد، وقد يدفع ذلك أمريكا إلى ضياع هذه المكاسب المهمة. وتعكس هذه الخطوة محاولة غير مسبوقة منذ تأسيس البنك المركزي عام 1913، حيث يمكن أن ينهي ترامب ولاية رئيس الاحتياطي الفيدرالي الحالي جيروم باول في 2026 أو حتى قبل ذلك، إذا لم يتوافق مع سياساته الاقتصادية، ما يعني قلب قواعد اللعبة فيما يخص استقلالية البنك المركزي الأمريكي.

وتحذر لونغ من احتمالين خطيرين جراء إبقاء أسعار الفائدة منخفضة بشكل مصطنع لفترة طويلة: الأول هو انهيار محتمل لشركات الإنترنت وحدوث ركود اقتصادي نتيجة القروض السكنية غير المستدامة، والثاني يتمثل في أزمة تضخم مماثلة لسبعينيات القرن الماضي، ما قد يعيد الاقتصاد إلى سنوات من التراجع تشبه “العقد الضائع” كما حدث في الأرجنتين نتيجة أزمة الديون. ورغم أن احتياطي الفيدرالي ليس بلا أخطاء، إلا أن قراراته الجماعية وجهوده في تصحيح المسار أسهمت في بناء ثقة عالمية انعكست على انخفاض تكاليف الاقتراض وارتفاع الطلب على الأصول بالدولار.

لماذا لا يكترث الإسرائيليون لتدهور الأوضاع في غزة؟ تغطية إعلامية متحيزة تثير الجدل

في المقابل، يسلط مقال في صحيفة “الغارديان” البريطانية الضوء على التغطية الإعلامية الإسرائيلية لحرب غزة والقصور الحاد في تناول الكارثة الإنسانية التي يعاني منها السكان الفلسطينيون. ويرى روي شوارتز أن القنوات الإسرائيلية تستعرض الأحداث بصورة أحادية، متجنبة تسليط الضوء على الآثار القاسية للحرب، وتتعامل مع الأخبار مثل إعلان الأمم المتحدة عن المجاعة في غزة بسخرية أو إنكار. هذه المواقف ترتبط جزئياً بخلفيات العديد من الصحفيين الذين خدموا في الجيش الإسرائيلي، مما يجعلهم يشكلون جزءاً من الجبهة الإعلامية وليس فقط مجرد ناقلين للأخبار.

كما يبرز المقال أن الضغوط الحكومية المستمرة على وسائل الإعلام، والتأثيرات السياسية في زمن حكومة نتنياهو، أدت إلى فرض قيود على التغطية المستقلة، مما يقود إلى إهمال متعمد لما يحدث في غزة. ولعل الأكثر إثارة للقلق توجه الرأي الإسرائيلي المؤيد لهذا النهج، حيث يعتقد نحو 64% من المواطنين أن التغطية الإعلامية الحالية كافية ولا تحتاج إلى تعديل، خصوصًا من يدعمون الائتلاف الحاكم. إضافة إلى ذلك، يخشى بعض الصحفيين من التعبير عن آرائهم الحقيقية خوفًا من الإقصاء أو فقدان فرص الظهور الإعلامي.

استخدام المراهقين روبوتات الدردشة في العلاج النفسي: حقيقة مثيرة للقلق

شهدت الولايات المتحدة ارتفاعًا في اعتماد المراهقين على روبوتات الدردشة الذكية كوسيلة للدعم النفسي، وفقًا لمقال في صحيفة “نيويورك تايمز”، حيث كشفت دراسة أن 72% من المراهقين يستخدمون هذه الروبوتات، بنسبة تصل إلى أكثر من 5 ملايين مراهق يطلبون الدعم النفسي منها، رغم ما يشوبه ذلك من مخاطر. ويشدد الدكتور ريان ماكبين، الباحث في الصحة النفسية، على أن هذه الروبوتات تسهل وصول المراهقين إلى نصائح غير آمنة، قد تؤدي إلى سلوكيات ضارة كالتفكير في الانتحار أو إيذاء الذات، الأمر الذي يستدعي تقييمًا دقيقًا وتنظيمًا صارمًا لاستخدام الذكاء الاصطناعي في هذا المجال الحساس.

وينصح الخبراء باتباع خطوات محددة لضمان سلامة استخدام روبوتات الدردشة في العلاج النفسي، ومنها:

• تنفيذ تجارب سريرية واسعة النطاق تركز على فئة المراهقين لتقييم مدى فعالية هذه الروبوتات كأدوات دعم مستقلة أو مساعدة للمعالجين البشر.
• وضع معايير صارمة لاستجابة هذه الروبوتات في أوقات الأزمات النفسية لضمان التعامل الآمن مع الحالات الحساسة.
• إنشاء إطار تنظيمي يشبه القوانين الخاصة بالأجهزة الطبية، يتضمن حماية عمرية ومساءلة شركات التكنولوجيا عن الأضرار الناتجة.

تبقى هذه التحذيرات ذات أهمية خاصة، خصوصًا في ظل نقص البنية التحتية للدعم النفسي في بعض المجتمعات، مما يدفع الشباب والناشئة إلى اللجوء لهذه الأدوات الرقمية التي قد تحمل مخاطر تتجاوز فوائده الظاهرة.