الشتيمة الخفية.. دراسة تكشف كيف تعزز الشتائم الأداء البدني والنفسي بشكل غير متوقع

الشتيمة أقوى من المنشطات.. كيف يؤثر استخدام الكلمات البذيئة على الأداء البدني والنفسي

يلعب تأثير الشتائم على الأداء البدني والنفسي دورًا مختلفًا عما كان يُعتقد سابقًا، فقد أظهرت دراسة حديثة أن ترديد الكلمات البذيئة لفترة قصيرة يعزز القوة البدنية ويحفز المشاعر الإيجابية، دون التأثير سلبًا على قدرة الدماغ في التركيز أو ضبط الأخطاء، ما يجعل الشتيمة أقوى من المنشطات في تحفيز الجسم.

الشتيمة وأثرها على القوة والتحفيز البدني

شارك في الدراسة التي نشرت في مجلة Quarterly Journal of Experimental Psychology أكثر من 50 طالبًا جامعياً، خضعوا لاختبارين رئيسيين، حيث طلب منهم تكرار كلمة بذيئة أو محايدة لمدة 10 ثوانٍ قبل قياس قوة قبضتهم باستخدام جهاز خاص لقياس الضغط البدني، وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين استخدموا الشتائم حققوا قوة أكبر بحوالي 1.4 كيلوجرام مقارنة بالمجموعة التي استخدمت كلمات محايدة، كما أبلغوا عن تحسن ملحوظ في المزاج، زيادة في الحماس، وشعور أكبر بالفكاهة، مما يؤكد دور الشتيمة كمنشّط فعلي للأداء البدني، وليس مجرد مؤثر نفسي سطحي.

الشتيمة وتأثيرها على التركيز ونشاط الدماغ

لم تقتصر الدراسة على الجانب الجسدي، بل شملت اختبارًا للتركيز والانتباه، حيث طُلب من المشاركين تحديد اتجاه سهم مركزي محاط برموز مشتتة، مع تسجيل نشاط الدماغ باستخدام تقنية تخطيط كهربية الدماغ (EEG) التي تركّز على إشارة ERN، وهي إشارة كهربائية فور ارتكاب خطأ تعكس مدى يقظة الدماغ في رصد الأخطاء. ورغم تحفيز الشتائم للجهاز العصبي ورفع مستوى الحماس البدني، بقيت إشارة ERN ثابتة، مما يعني أن الدماغ لم يفقد كفاءته في مراقبة الأخطاء أو التحكم الذاتي أثناء استخدام الشتائم، وهذا يعكس أن الشتيمة لا تؤثر سلبًا على الأداء الذهني أو القدرة على التفكير السليم.

الشتيمة محفز خفي يعزز الأداء دون التأثير على ضبط النفس

يفسر الباحثون تأثير الشتيمة بأنها تطلق موجة عاطفية قوية مثل الغضب أو الإثارة، تساعد الجسم على تحمل الألم وتجاوز الضغوط البدنية بسرعة أكبر، لكنها لا تعزز الإرادة التقليدية أو التأثير طويل المدى، بل تعمل كمنشّط لحظي يرفع القدرة البدنية دون تعطيل التفكير المنطقي أو ضبط النفس. هذا الاكتشاف أثار تساؤلات عن المعتقدات الشائعة التي تحذر من استخدام الكلمات البذيئة باعتبارها ضارة للعقل، إذ بيّنت النتائج أن تأثير الشتيمة معقّد ويمثل محفزًا ذهنيًا وجسديًا في الوقت نفسه.

ويشير الباحثون إلى أهمية إعادة النظر في المفاهيم التقليدية حول دور اللغة الانفعالية، وتركيزها على أن الشتائم لا تؤدي إلى تراجع القدرات الذهنية، بل قد تحفز الأداء البدني والنفسي بطرق غير متوقعة، مما يفتح آفاقًا جديدة لفهم تأثير الكلمات القوية على الدماغ والجسم بطريقة علمية ومنهجية.

• الشتائم تثير مشاعر مثل الغضب والإثارة التي ترفع القدرة على تحمل الألم
• لا تؤثر الشتائم على قدرة الدماغ على كشف الأخطاء أو التحكم الذاتي
• تحفز الشتائم الجهاز العصبي المرتبط بالسعي لتحقيق الأهداف دون إضعاف التركيز
• التأثير الأساسي للشتائم يظهر كمنشّط لحظي للأداء البدني فقط
• النتائج تدعو لإعادة تقييم الأثر النفسي والبدني للكلمات البذيئة في السياقات المختلفة