أكبر ثلاثة شركاء.. كيف تحولت الصين إلى العمود الفقري للتجارة في 157 دولة ومنطقة؟

شهدت تجارة الصين العالمية توسعًا ملحوظًا، حيث أصبحت الصين ضمن أكبر ثلاثة شركاء تجاريين لـ157 دولة ومنطقة في شتى أنحاء العالم، الأمر الذي يعكس مدى تأثير الصين الاقتصادي على كافة القطاعات التجارية العالمية.

تأثير التجارة الصينية في مبادرة الحزام والطريق وأهميتها الاقتصادية

بلغت تجارة الصين مع الدول المشاركة في مبادرة الحزام والطريق عام 2024 حوالي 22 تريليون يوان، أي ما يعادل نحو 3 تريليونات دولار أمريكي، مما يشكل أكثر من 50% من إجمالي وارداتها وصادراتها، وهذا يعكس الأهمية الكبرى التي تحتلها هذه المبادرة في السياسة التجارية الصينية؛ حيث تركز على تعزيز التعاون الاقتصادي وتحقيق نمو مستدام مع الدول المتنوعة ضمن المبادرة.

نمو ملحوظ في التجارة مع الأسواق الناشئة وتأثيره على الاقتصاد الصيني

شهدت تجارة الصين مع الأسواق الناشئة مثل دول الآسيان وأمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا الوسطى معدلات نمو سنوية تتجاوز 10% منذ انطلاق الخطة الخمسية الرابعة عشرة (2021-2025)، وهذا النمو المستمر يعكس قدرة الصين على توسيع دائرة شراكاتها الاقتصادية عبر تنمية العلاقات التجارية وتعزيز التعاون الدولي؛ حيث تم توقيع 519 وثيقة تعاون منذ عام 2021، مما يرسخ أسس المنفعة المتبادلة بين الصين وشركائها عبر العالم.

التقدم التكنولوجي للصين في بناء شبكات الشحن والطاقة المتجددة

بالتوازي مع النجاحات الاقتصادية والتجارية، أنشأت الصين أكبر شبكة شحن للسيارات الكهربائية في العالم خلال فترة الخطة الخمسية الرابعة عشرة، ما يعكس التزام البلاد بالتنمية المستدامة والتكنولوجيا الحديثة؛ حيث ارتفعت حصة الطاقة المتجددة في إجمالي القدرة المركبة لتوليد الكهرباء من حوالي 40% إلى نحو 60%، مما يجعل الصين رائدة عالمية في مجال نظم الطاقة المتجددة الأسرع نموًا، ويضمن استمرار دعم الاقتصاد الصيني بتقنيات صديقة للبيئة.

تُظهر هذه التطورات كيف أسهمت التجارة الصينية في تعزيز مكانة الصين كأحد اللاعبَين الرئيسيين على الساحة الدولية، مع التزام واضح بتوسيع التعاون الاقتصادي والاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة، ما يؤكد أن الاقتصاد الصيني يسير بخطى ثابتة نحو النمو والتطور عبر تكوين شراكات استراتيجية وتحديث بنيته التحتية التكنولوجية.