30 قرشًا.. الدولار يرتفع ويسيطر على سوق الجنيه وسط ترقب قرار المركزي

واصل سعر الدولار في زيادة مستمرة أمام الجنيه المصري، حيث ارتفع خلال تعاملات اليوم بقيم تتراوح بين 10 و30 قرشًا في عدة بنوك مقارنة بمستواه في بداية اليوم، مما يضع المزيد من الضغط على الجنيه وسط توقعات متباينة لسعر الصرف في الفترة المقبلة.

تحركات سعر الدولار أمام الجنيه وتأثير اجتماع البنك المركزي

يتجه السوق الأنظار نحو اجتماع لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المقرر بعد غدًا، حيث ينتظر المستثمرون والاقتصاديون قرار تثبيت أو تعديل أسعار الفائدة التي تحافظ حاليًا على 24% للإيداع و25% للإقراض، بالإضافة إلى سعر العملية الرئيسية والائتمان والخصم عند 24.5%؛ وهذا الاجتماع يلعب دورًا حاسمًا في تحديد مسار سعر الدولار مقابل الجنيه وسط تقلبات السوق الأخيرة. شهد سعر الدولار زيادات ملحوظة خلال الأيام الماضية، بما في ذلك قفزة تجاوزت 40 قرشًا الأسبوع الماضي وأخرى قدرها 10 قروش أمس، ما يعكس حالة من التأثر بالتطورات الاقتصادية والسياسات النقدية.

سعر الدولار اليوم في البنوك المصرية وتأثيره على السوق المحلية

تفاوت سعر الدولار اليوم بين البنوك، حيث سجل في بنوك فيصل الإسلامي وبنك البركة متوسط 48.55 جنيهًا للشراء و48.65 جنيهًا للبيع، بينما بلغ سعر الشراء في البنك الأهلي المصري وبنك الكويت الوطني 48.50 جنيهًا، و48.60 جنيهًا للبيع؛ أما البنك المركزي فقد أعلن سعر شراء 48.44 جنيهًا وسعر بيع 48.57 جنيهًا. من جهة أخرى، سجلت بعض البنوك مثل المصرف المتحد ومصرف أبو ظبي الإسلامي وبنك قناة السويس أعلى أسعار وصلت إلى 48.81 جنيهًا للشراء و48.91 جنيهًا للبيع، مما يعكس تفاوتًا ملحوظًا في سعر الدولار أمام الجنيه في السوق المصرفي.

توقعات مستقبل سعر الدولار أمام الجنيه وتأثير الاستثمار الأجنبي

تشير توقعات مؤسسة فيتش سوليوشنز التابعة لوكالة فيتش العالمية إلى استمرار قوة الجنيه المصري أمام الدولار الأمريكي في المدى القريب، مدعومًا بتدفقات مستمرة للاستثمارات الأجنبية في أدوات الدين المحلية مثل أذون وسندات الخزانة. ووفقًا لأحدث تقارير فيتش، من المتوقع أن يتحرك سعر الدولار مقابل الجنيه بين 48 و50 جنيهًا على المدى القصير، على عكس التوقعات السابقة التي أشارت إلى نطاق يتراوح بين 50 و55 جنيهًا لكل دولار خلال عام 2025، مع توقع وصول السعر إلى 52.5 جنيه بنهاية العام. وتُعزى المكاسب الأخيرة للجنيه إلى ارتفاع الاستثمارات في المحافظ الاستثمارية، وضعف الدولار عالميًا إلى جانب انخفاض عجز الحساب الجاري لمصر.

مخاطر الأموال الساخنة وتأثيرها على سعر الدولار والاقتصاد المصري

رصد تقرير فيتش سوليوشنز مخاطر محتملة مرتبطة بتدفقات الأموال الساخنة، حيث تشكل الحيازات الأجنبية لأدوات الدين قصيرة الأجل التي تزيد قيمتها على 20 مليار دولار تحديًا لاقتصاد مصر، بسبب قابلية السوق لتذبذبات حادة في حالة تغير معنويات المستثمرين أو سحب رؤوس الأموال بشكل مفاجئ. وتتضمن الأدوات الحكومية المقومة بالجنيه المصري أدوات دين آجال استحقاقها لا تتجاوز 12 شهرًا، مما قد يؤدي إلى تقلبات سعر الصرف على نحو مفاجئ خلال الفترة المقبلة، خاصة مع اقتراب مواعيد استحقاق كبيرة في سبتمبر وأكتوبر 2025، ما قد يضيف ضغطًا إضافيًا على الجنيه ويؤثر في استقرار السوق المالية.