إغلاق الشواطئ.. السلطات المصرية تتخذ قرارًا غير مسبوق لحماية المواطنين في الإسكندرية ومرسى مطروح

امتدت ظاهرة “ملتم أغسطس” لتعقيد الأوضاع في شواطئ الإسكندرية ومرسى مطروح، مما دفع السلطات المصرية لاتخاذ قرار إغلاق بعض الشواطئ لحماية حياة المصطافين، نظرًا لما تسببه هذه الظاهرة من رياح قوية وأمواج عالية تشكل خطرًا كبيرًا على السباحة في البحر الأبيض المتوسط.

الظروف المناخية وتأثير ظاهرة “ملتم أغسطس” على سلامة السباحة

تتميز ظاهرة “ملتم أغسطس” برياح قوية متواصلة وأمواج عالية تضرب شواطئ غرب الإسكندرية، مما يزيد من خطورة السباحة ويعيق حركة الملاحة البحرية، خصوصًا في أوقات الذروة الصيفية؛ حيث تتراوح سرعة الرياح من 35 إلى 60 كيلومترًا في الساعة مع أمواج قد تتجاوز ثلاثة أمتار في مناطق مثل مرسى مطروح والعلمين. وتؤكد هيئة الأرصاد الجوية على ضرورة الحذر والالتزام بالتعليمات الرسمية التي تمنع نزول البحر في هذه الظروف، نظرًا لما تسببه من مخاطر غرق واضحة جراء هذا الاضطراب البحري.

إجراءات إغلاق الشواطئ في الإسكندرية ومرسى مطروح بعد تصاعد حوادث الغرق

اتخذت السلطات المحلية في الإسكندرية ومرسى مطروح قرارًا بحظر السباحة وإغلاق بعض الشواطئ الأكثر تعرضًا لمخاطر التيارات البحرية، بعد تسجيل حوادث غرق أودت بحياة ستة طلاب وإصابة 28 آخرين في شاطئ أبو تلات بالعجمي؛ ما دفع الإدارة المركزية للسياحة والمنتجعات بالإسكندرية لفرض غرامات وعقوبات مشددة على المخالفين لمواعيد السباحة الرسمية، ولفتت الانتباه إلى أهمية الالتزام بالتوجيهات حفاظًا على الأرواح. وتم رفع الأعلام الحمراء على تلك الشواطئ، مع تشديد الرقابة لمنع حدوث مزيد من الكوارث البحرية نتيجة الاستهتار أو تجاهل التحذيرات.

خطورة التيارات والدوامات المائية في شواطئ غرب الإسكندرية وتأهيل مناطق الإنقاذ

تُعرف شواطئ غرب الإسكندرية بقوة التيارات المائية ووجود دوامات بحرية خطرة، خصوصًا في مناطق مثل شاطئ الهانوفيل ومنطقة “المقبرة” التي تُصنف من أكثر الشواطئ خطورة؛ إضافة إلى شاطئ أبو تلات الذي يتعرض لتأثيرات تيارات نتيجة اختلاط مياه نهر النيل بالمياه البحرية. وبينما يتطلب الأمر حذرًا شديدًا من الرواد والمصطافين، جرى تجهيز شاطئ النخيل بنظام إنقاذ متكامل، يساهم في الحد من الأخطار والتعامل الفوري مع أي طارئ، ما يعكس حجم الجهود المبذولة للحفاظ على سلامة الجمهور في ظل ظروف جوية وبحرية غير مستقرة.

تأتي هذه الإجراءات الصارمة لإغلاق الشواطئ نتيجة تصاعد حالات الغرق التي وقعت مؤخرًا، حيث يؤكد المسؤولون على ضرورة الالتزام بمواعيد وأماكن السباحة الرسمية، والتقيد بالعلامات التحذيرية والأعلام الحمراء المرفوعة على الشواطئ؛ لأن عدم الالتزام يزيد من فرص وقوع حوادث مأساوية وسط تدهور أوضاع البحر. ومن الضروري أن يتحلى الزوار بالمزيد من الوعي والانتباه تجاه الحالة الجوية والبحرية المتقلبة، تفاديًا لخسائر غير مرغوبة تؤرق عائلات وأسر كثيرة.

تسلط هذه الأحداث الضوء على أهمية التواصل المستمر بين الجهات المعنية والجمهور بخصوص حالة الطقس والتغيرات المفاجئة، إلى جانب تعزيز برامج التوعية التي تشرح مخاطر السباحة في مثل هذه الظروف، والدور الحيوي لأنظمة الإنقاذ المجهزة لمواجهة الأزمات. إذ لا يقتصر الأمر على فرض غرامات على المخالفين فقط، بل يمتد إلى تطوير سياسات مستدامة لحماية الشواطئ ومرتاديها، بما يخفف من الأعباء التي تسببها الظروف الجوية القاسية على السلامة العامة.