4 محاصيل.. كيف يهدد تغير المناخ الأمن الغذائي في أفريقيا في المستقبل

يواجه الأمن الغذائي في أفريقيا تحديًا متزايدًا نتيجة ظواهر تغير المناخ التي تؤدي إلى اتساع رقعة الجفاف ونقص الموارد، مما يُثقل كاهل الدول النامية ويؤثر بشكل مباشر على الإنتاج الزراعي في القارة. وتعتمد تحليلات عدة على توقعات حصاد المحاصيل الرئيسية مثل الذرة، والأرز، والقمح، وفول الصويا، لفهم تأثير التغيرات المناخية على الأمن الغذائي في أفريقيا جنوب الصحراء.

التغير المناخي وتأثيره على الأمن الغذائي في أفريقيا جنوب الصحراء

يرتبط الأمن الغذائي في أفريقيا جنوب الصحراء بتقلبات المناخ التي تزيد من صعوبة الإنتاج الزراعي، إذ يتسبب ارتفاع درجات الحرارة وجفاف الأراضي في تراجع المحاصيل الرئيسية وتتغير أنماط الزراعة تبعًا لذلك؛ فقد أظهرت الدراسات أن إنتاج الذرة قد يتراجع بشكل ملحوظ في مناطق مثل شرق جنوب أفريقيا وزامبيا، بينما يُتوقع أن يزيد إنتاج الأرز في غرب القارة. أما القمح، فهو يشهد تحسنًا في الإنتاج بخاصة في جنوب أفريقيا ونيجيريا، فيما يُحافظ فول الصويا على استقراره مع زيادة في بعض المناطق مثل جنوب أفريقيا. ويُستخدم في التقييم بيانات مناخية تشمل هطول الأمطار، ودرجات الحرارة، ونوعية التربة، وطرق الري، إلى جانب نماذج محاكاة تحاكي تأثيرات الاحترار العالمي، ما يوفر صورة واضحة عن التغيرات المناخية التي تُعيد تشكيل مشهد الأمن الغذائي في القارة.

مخرجات الأمن الغذائي والتغيرات المتوقعة في إنتاج المحاصيل الأساسية

تُشير توقعات الأبحاث إلى تفاوت في إنتاج المحاصيل الزراعية عبر أفريقيا جنوب الصحراء خلال العقود القادمة، حيث يُتوقع أن يقل إنتاج الذرة بنسبة 5.2% بحلول عام 2080، في حين يزداد إنتاج الأرز بنسبة تفوق 44% في ذات الفترة. ويرتبط هذا التغير بتوزيع جغرافي واضح، إذ يعاني الإنتاج في إثيوبيا، وأوغندا، وتنزانيا من التراجع، مقابل نمو في نيجيريا وأنغولا وغانا. أما إنتاج القمح، فمتوقع أن يتراجع في بعض المناطق مثل إثيوبيا وزيمبابوي، بينما يظل مركز الزراعة الأساسي في جنوب أفريقيا وشمال نيجيريا. في المقابل، تتنوع فرص إنتاج فول الصويا بين زيادة في مناطق محددة مثل شمال نيجيريا وأوغندا، مقابل انخفاضات في مناطق أخرى كالزامبيا وأنغولا.

استراتيجيات مواجهة تحديات الأمن الغذائي الناجمة عن تغير المناخ في أفريقيا جنوب الصحراء

تشير الدراسة إلى أهمية تبني إجراءات لتعزيز الأمن الغذائي في ظل تغير المناخ الذي يغير مشهد الزراعة في القارة السمراء، خاصة عبر زراعة محاصيل أكثر مقاومة للظروف المناخية القاسية، لا سيما في المناطق التي تعاني ارتفاع درجات الحرارة ونقص المياه.

• تطوير البنى التحتية للري لتحسين مكافحة فترات الجفاف وتعويض نقص الموارد المائية.
• استخدام تقنيات التسميد الزراعي بثاني أكسيد الكربون لتعزيز إنتاجية المحاصيل.

وتُبيّن الأبحاث أن الآثار المناخية الموهنة مثل الجفاف والحرارة الشديدة والفيضانات تؤثر سلبًا على جودة وإنتاجية الذرة، والأرز، والقمح، بينما هناك فرص لتحسين إنتاج الأرز عبر سياسات وابتكارات محلية تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الواردات. ويمكن أن تساهم مبادرات تطوير المحاصيل المقاومة وتحديث أساليب الزراعة في تحقيق استقرار أكبر في الأمن الغذائي داخل أفريقيا جنوب الصحراء رغم الظروف المناخية المتقلبة.