«شات جي بي تي» اليوم أمام تحديات نانو بانانا وابتكارات مايكروسوفت الجديدة في 2025

شهد سوق نماذج الذكاء الاصطناعي تطورات كبيرة مؤخراً، حيث برزت إصدارات حديثة من جوجل ومايكروسوفت أحدثت نقلة نوعية في قدرات هذه النماذج، مما يعيد رسم خارطة المنافسة بين عملاقة التكنولوجيا. يأتي نموذج “نانو بانانا” من جوجل كأحدث ابتكاراتها الذكية التي تركز على تحرير الصور بدقة متناهية، في حين أعلنت مايكروسوفت عن مجموعة نماذج داخلية متقدمة تدعم مجالات متعددة، من اللغات إلى التشخيص الطبي.

تطورات نموذج نانو بانانا وأهميته في تحرير الصور بدقة عالية

قدمت جوجل ديب مايند نموذج «نانو بانانا» ضمن سلسلة نماذج «جيميني» والذي يعتبر طفرة في معالجة الصور. يتميز هذا النموذج بقدرته على التعامل مع التفاصيل الدقيقة مثل الوجوه والأسنان، مع ضمان التوازن البصري بين الشكل ثلاثي الأبعاد والسطح ثنائي الأبعاد داخل الصورة، مما يحسن جودة التحرير بشكل مذهل، ويُظهر نقلة كبيرة مقارنة بإصدارات جيميني السابقة مثل جيميني فلاش 2.0. تصدر «نانو بانانا» اختبارات الأداء على منصات مثل LMArena، ما يبرهن على تفوقه في السوق وتزايد الطلب عليه بفضل هذه القدرات المتقدمة.

مايكروسوفت تبني نماذج ذكاء اصطناعي متطورة لتعزيز قدراتها التنافسية

لم تكتفِ مايكروسوفت بدورها كممول رئيسي لشركة أوبن أيه آي التي تقف خلف «شات جي بي تي»، حيث أطلقت نماذجها الخاصة ضمن استراتيجية تطوير متكاملة تعتمد على الابتكار الداخلي دون الاعتماد الكامل على الشركاء. تشمل هذه النماذج:

• MAI-1 preview: أداة لغوية سريعة الاستجابة تعمل ضمن منصة مايكروسوفت كوبايلوت مع أداء ينافس النماذج الرائدة في السوق.
• MAI-Voice-1: نظام متطور لتحويل النص إلى كلام، يُنتج أصواتًا طبيعية مع تقليل ملحوظ في زمن الاستجابة، ما يتيح تفاعلاً أكثر سلاسة.
• Phi-4-mini-flash-reasoning: نموذج صغير الحجم يضاعف سرعة الاستجابة حتى عشر مرات، صُمم ليلائم الهواتف الذكية والأجهزة المحمولة.
• MAI-DxO: أداة تشخيص طبي بالذكاء الاصطناعي، حققت نسبة نجاح 85.5% في تشخيص الحالات المعقدة، متفوقة على نسبة الأطباء التي وصلت 20% في نفس الاختبارات، مما يضع مايكروسوفت على خارطة الرائدة في قطاع الصحة الرقمية.

مستقبل شات جي بي تي في ظل المنافسة الشرسة بين جوجل ومايكروسوفت

على الرغم من أن «شات جي بي تي» يظل الاسم الأشهر في عالم الذكاء الاصطناعي التوليدي، إلا أن المنافسة الحالية تكشف نقاط ضعف جديدة في منصة أوبن أيه آي، خاصة في مجال تحرير الصور حيث يتفوق نموذج «نانو بانانا» بشكل واضح، لافتقار شات جي بي تي إلى أدوات متطورة مماثلة للمعالجة البصرية الدقيقة. من جانبها، تراهن مايكروسوفت على استقلالها التقني من خلال تطوير نماذجها الخاصة التي قد تنافس أو تتقاطع مع استخدامات «شات جي بي تي» في المستقبل، خصوصاً عبر دمج هذه النماذج في منصتها كوبايلوت. ويزيد هذا المنافسة حدة خاصة في المجالات الطبية بعد تقدم مايكروسوفت في هذا القطاع، وهو مجال جديد لم يتوسع فيه شات جي بي تي بعد. بالرغم من ذلك، لا تزال شعبية شات جي بي تي وانتشاره الجماهيري الواسع يمثلان قوة كبيرة يصعب تجاوزه؛ إذ يضم ملايين المستخدمين يومياً، كما أن قدرته على إدماج تحديثات سريعة تعزز موقعه التنافسي. لكن خبراء التكنولوجيا يحذرون من أن استمرار أوبن أيه آي في التحديثات يجب أن يكون بمستوى يقارب أو يتجاوز القفزات التي حققتها جوجل ومايكروسوفت، حتى لا تتراجع مكانتها في سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي.