يُظهر تحليل أسعار الذهب في مصر للأسبوع الثاني على التوالي حالة من الترقب الحذر في السوق المحلية، والذي يأتي متزامنًا مع ارتفاعات قياسية في الأسواق العالمية مدفوعة بتزايد التكهنات حول قرار البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة؛ وهو ما أثر بشكل مباشر على استقرار الأسعار محليًا بعد موجة صعودية متتابعة شهدتها تعاملات الفترة الماضية.
تحليل أسعار الذهب في مصر وتأثرها بالارتفاع العالمي للأسبوع الثاني
شهدت البورصات العالمية قفزة كبيرة في أسعار المعدن النفيس للأسبوع الثاني على التوالي، حيث ارتفع سعر أونصة الذهب عالميًا بنسبة تصل إلى 2.3% خلال تعاملات الأسبوع المنصرم، ليغلق عند مستوى 3447 دولارًا، وذلك بعد أن لامس أعلى مستوى له في أكثر من أربعة أشهر ببلوغه 3453 دولارًا، ويأتي هذا الأداء القوي ليكمل المسيرة الصعودية التي ميزت شهر أغسطس بأكمله، والذي سجل فيه المعدن الأصفر زيادة بنسبة 4.8%، مقتربًا بذلك من الذروة التاريخية التي حققها في شهر أبريل عند حاجز 3500 دولار للأونصة، ويعكس هذا الاتجاه العام مدى تأثر السوق المحلي بالأحداث العالمية، وهو ما يفسر حالة الاستقرار الحالية التي تسبق أي تحركات سعرية جديدة قد تطرأ بناءً على المتغيرات الدولية.
عوامل تدعم توقعات أسعار الذهب العالمية قبل خفض الفائدة
جاءت البيانات الاقتصادية الأخيرة من الولايات المتحدة لتكون الداعم الرئيسي لهذا الصعود، حيث أظهرت التقارير زيادة قوية في حجم إنفاق المستهلكين، بالإضافة إلى ارتفاع مؤشر التضخم الأساسي لنفقات الاستهلاك الشخصي بنسبة شهرية بلغت 0.2% ونسبة سنوية تقدر بـ 2.6%، وهي أرقام تطابقت مع توقعات الخبراء والمحللين الماليين، وقد عززت هذه البيانات من ثقة المستثمرين بأن البنك الاحتياطي الفيدرالي يسير بخطى ثابتة نحو تبني سياسة نقدية أقل تشددًا وخفض أسعار الفائدة في اجتماعه المرتقب خلال شهر سبتمبر؛ وهو ما رفع احتمالية خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من 85% إلى حوالي 89%، ويساهم خفض الفائدة في دعم أسعار الذهب لأنه يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالمعدن الأصفر الذي لا يدر أي عائد.
توجد عدة محركات أخرى ساهمت في دعم أسعار الذهب خلال الفترة الماضية، مما يجعل تحليل أسعار الذهب في مصر أكثر تعقيدًا وارتباطًا بالأسواق الدولية، وتتضمن هذه المحركات ما يلي:
- تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 2.2% خلال شهر أغسطس، مما يجعل الذهب أقل تكلفة للمشترين من حاملي العملات الأخرى.
- التوترات السياسية المحيطة بالرئيس الأمريكي السابق ومحاولاته التأثير على سياسات البنك الفيدرالي.
- نظر القضاء الفيدرالي في دعوى قضائية لمنع إقالة محافظة البنك ليزا كوك، مما يضيف طبقة من عدم اليقين السياسي.
- عودة الطلب على المضاربة لشراء الذهب حسب تقرير لجنة تداول السلع الآجلة.
ويوضح التقرير الأخير الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة للأسبوع المنتهي في 26 أغسطس ارتفاع عقود الشراء الآجلة من قبل المؤسسات الكبرى والمضاربين بمقدار 490 عقدًا، وفي المقابل، ارتفعت عقود البيع بقيمة سالبة بلغت 1231 عقدًا، وهو مؤشر قوي على إغلاق مراكز البيع المكشوفة وتنامي الثقة في مواصلة الاتجاه الصعودي لأسعار الذهب، كل هذه العوامل مجتمعة هي التي تشكل المشهد الحالي وتؤثر في تحليل أسعار الذهب في مصر بشكل مباشر وغير مباشر.
استقرار أسعار الذهب في مصر اليوم وتسعير الأعيرة المختلفة
على الصعيد المحلي، شهدت أسواق الصاغة المصرية حالة من الاستقرار الملحوظ في تعاملات يوم الأحد الموافق 31 أغسطس 2025، حيث فضلت الأسعار الثبات بعد التحركات الصعودية التي سجلتها خلال الأسبوع، ويقدم تحليل أسعار الذهب في مصر صورة واضحة للمستثمرين والمتعاملين في السوق، وفيما يلي تفصيل لأسعار أبرز الأعيرة المتداولة في مصر كما تم تسجيلها يوم الأحد.
| العيار | السعر بالجنيه المصري |
|---|---|
| جرام الذهب عيار 24 | 5354 جنيهًا |
| جرام الذهب عيار 21 | 4685 جنيهًا |
| جرام الذهب عيار 18 | 4015 جنيهًا |
| الجنيه الذهب | 37480 جنيهًا |
يظل سعر جرام الذهب من عيار 21 هو المؤشر الأكثر أهمية في السوق المصري نظرًا لكونه العيار الأكثر تداولًا وانتشارًا بين المستهلكين، ويراقب المتعاملون عن كثب أي متغيرات قد تؤثر على سعره في الأيام المقبلة، ولهذا السبب يعتبر تحليل أسعار الذهب في مصر للأسبوع الثاني على التوالي أمرًا حيويًا لفهم ديناميكيات السوق.
إن حالة الاستقرار التي تشهدها أسعار الذهب في مصر حاليًا تبدو هدوءًا يسبق عاصفة محتملة، حيث تترقب الأسواق القرار النهائي للبنك الفيدرالي الأمريكي، والذي سيحدد مسار المعدن النفيس على المدى القصير، ويبقى الوضع مرهونًا بتفاعل العرض والطلب المحلي مع التوجهات العالمية خلال الفترة القادمة.
