تراجع حاد الآن.. أسعار النفط تفقد 5% من قيمتها وتتجه نحو خسائر شهرية

تشير التحليلات السوقية الراهنة إلى أن أسعار النفط تتجه لتسجيل خسائر شهرية خلال شهر أغسطس، في انعكاس واضح لحالة القلق المسيطرة على المستثمرين من تداعيات وفرة المعروض العالمي، إلى جانب الضغوط الناتجة عن التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، وعلى رأسها التحركات الأمريكية المرتبطة بإنهاء الحرب في أوكرانيا، مما يرسم صورة قاتمة للأسواق في المدى المنظور.

شهدت الأسواق تداول العقود الآجلة لخام برنت تسليم نوفمبر عند مستوى يقارب 68 دولاراً للبرميل، وهو ما يمثل انخفاضاً بنسبة تقارب 5% منذ بداية الشهر، بينما تراجع سعر خام غرب تكساس الوسيط ليصل إلى حوالي 64 دولاراً للبرميل، ويعزو المحللون هذا الهبوط الملحوظ إلى قلق المستثمرين من احتمال أن تتجاوز الإمدادات العالمية حجم الطلب الفعلي خلال الأشهر القادمة، الأمر الذي قد يقود إلى تراكم المخزونات النفطية مرة أخرى وزيادة الضغط على الأسعار، وقد أثر هذا التراجع على شهية المخاطرة لدى المتداولين في أسواق الطاقة العالمية.

الخام القياسي السعر التقريبي للبرميل نسبة الانخفاض الشهري
خام برنت (عقود نوفمبر) 68 دولارًا حوالي 5%
خام غرب تكساس الوسيط 64 دولارًا غير محدد بدقة

ما علاقة الأزمة الأوكرانية بتسجيل أسعار النفط خسائر شهرية؟

تتركز أنظار المتعاملين في أسواق الطاقة بشكل كبير على تطورات الأزمة الأوكرانية، حيث تثير أي محاولة لإعادة توجيه صادرات النفط الروسية بعيداً عن الأسواق التقليدية قلقاً بالغاً من تغيير موازين العرض والطلب العالمية، وفي هذا السياق، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يصدر بياناً حاسماً بشأن أوكرانيا في وقت لاحق، بينما حذر الرئيس ترامب نفسه من “عواقب كبيرة جداً” إذا رفضت موسكو الانخراط في محادثات ثنائية مباشرة، مقترحاً مهلة لا تتجاوز أسبوعين لعقد هذه المفاوضات؛ ورغم هذه الضغوط، ما زال المستشار الألماني فريدريش ميرتس يستبعد أي لقاء قريب بين الرئيسين الأوكراني والروسي، مما يطيل أمد حالة عدم اليقين التي تجعل أسعار النفط تتجه لتسجيل خسائر شهرية.

التوترات التجارية وأثرها على أسعار النفط التي تتجه لخسائر شهرية

لم تقتصر الضغوط على الجانب الجيوسياسي فقط، بل امتدت لتشمل التوترات التجارية التي أججتها الولايات المتحدة عبر فرض رسوم جمركية عقابية بنسبة 50% على معظم الواردات القادمة من الهند، وتأتي هذه الخطوة كرد فعل على استمرار نيودلهي في شراء النفط الروسي بأسعار مخفضة على الرغم من الضغوط الغربية المكثفة لوقف هذا التعامل، وتضيف هذه الإجراءات طبقة جديدة من التعقيد إلى المشهد الاقتصادي العالمي، حيث تساهم في تباطؤ التجارة وتزيد من المخاوف بشأن نمو الطلب على الطاقة، وهو سبب إضافي يفسر لماذا أسعار النفط تتجه لتسجيل خسائر شهرية بشكل متواصل.

كيف يؤثر فائض المعروض على مستقبل أسعار النفط التي تتجه لخسائر شهرية؟

يأتي هذا الانخفاض الملحوظ في الأسعار بعد أول خسارة شهرية يتعرض لها النفط منذ أبريل الماضي، وهو الشهر الذي شهد اضطرابات واسعة في أسواق السلع الأساسية بسبب الحرب التجارية التي تقودها واشنطن، وتتزامن هذه المخاوف الحالية مع توقعات وكالة الطاقة الدولية التي تشير إلى احتمال تسجيل فائض قياسي في المعروض العالمي من النفط خلال الفترة المقبلة، ويأتي ذلك في وقت يسعى فيه تحالف أوبك+ إلى استعادة كامل طاقته الإنتاجية بهدف تعزيز حصته السوقية، مما يضع المزيد من الضغوط على الأسعار ويؤكد أن أسعار النفط تتجه لتسجيل خسائر شهرية نتيجة تضافر عدة عوامل رئيسية.

  • احتمالية أن يتجاوز المعروض العالمي حجم الطلب الفعلي.
  • التصعيد في الأزمة الأوكرانية والتحركات السياسية المرتبطة بها.
  • فرض رسوم تجارية عقابية على دول مثل الهند.
  • السعي الحثيث من تحالف أوبك+ لزيادة الإنتاج.

هذا التراجع في الأسعار يعيد إلى الأذهان المخاوف السابقة المرتبطة بتباطؤ استهلاك الطاقة العالمي، حيث يبدو أن العوامل التي أثرت على السوق في الماضي تعود للظهور مجدداً، ولكن هذه المرة في سياق جيوسياسي واقتصادي أكثر تعقيداً، مما يعزز الاتجاه الهبوطي الحالي في أسواق النفط العالمية.