تُمثل مبادرة إنشاء أول قرية رقمية للبنك الأهلي المصري بأسوان خطوة استراتيجية جريئة نحو تعزيز الشمول المالي وتحقيق التنمية المستدامة، حيث تعكس هذه المبادرة، التي تأتي بالتعاون مع شركة فيزا وتحت رعاية البنك المركزي، حرص البنك على دعم توجهات الدولة بتوسيع قاعدة الخدمات المصرفية لتصل إلى المناطق غير المشمولة، ودمج سكانها في الاقتصاد الرقمي الحديث.
تأتي هذه الخطوة الطموحة ضمن استراتيجية البنك الأهلي المصري لترسيخ مفهوم الشمول المالي في جميع أنحاء الجمهورية، خصوصًا في المناطق التي تحتاج إلى تطوير بنيتها التحتية المصرفية، وتهدف المبادرة إلى تمكين سكان القرى من الاستفادة الكاملة من المنتجات والخدمات المالية الرقمية، وتقليل الاعتماد على التعاملات النقدية التقليدية التي تعيق النمو الاقتصادي، إذ يُعد تدشين أول قرية رقمية للبنك الأهلي المصري بأسوان نموذجًا يُحتذى به في إطار سعي البنك للوصول إلى شرائح جديدة من العملاء وتلبية احتياجاتهم المتغيرة.
كيف تحولت الرديسية إلى أول قرية رقمية للبنك الأهلي المصري بأسوان؟
أوضح كريم سوس، الرئيس التنفيذي للتجزئة المصرفية والفروع بالبنك الأهلي المصري، أن اختيار قرية الرديسية بمحافظة أسوان لتكون باكورة القرى الرقمية في مصر يعكس التزام البنك بتنفيذ رؤية الدولة والبنك المركزي لدعم الشمول المالي، حيث تهدف هذه المبادرة إلى تحسين جودة الخدمات المصرفية المتاحة للمواطنين في المناطق النائية وتوسيع نطاق الخدمات الرقمية لتشمل كل فئات المجتمع؛ مما يسهل عليهم إجراء معاملاتهم المالية اليومية ويزيد من وعيهم بأهمية التحول الرقمي، ومن جانبه، أعرب خالد بسيوني، مدير عام الشمول المالي بالبنك المركزي المصري، عن فخره بهذه المبادرة التي تعد مثالًا حيًا للتعاون المثمر بين البنوك والجهات الحكومية والمؤسسات الدولية لتمكين المجتمعات المحلية.
خدمات مصرفية متكاملة تدشن انطلاقة القرية الرقمية للبنك الأهلي في أسوان
قامت هالة حلمي، رئيس المنتجات والشمول المالي بالبنك الأهلي المصري، بالكشف عن تفاصيل الدراسات الميدانية التي سبقت إطلاق المشروع، حيث نُظمت زيارات مكثفة لقرية الرديسية الواقعة في مركز إدفو بمشاركة فرق عمل متخصصة من البنك ووفد من البنك المركزي، وكان الهدف هو دراسة احتياجات السكان والبنية التحتية المتاحة لتحديد أنسب الخدمات المصرفية لهم، ونتيجة لهذه الدراسات، أصبح مشروع أول قرية رقمية للبنك الأهلي المصري بأسوان واقعًا ملموسًا عبر توفير باقة متكاملة من الخدمات التي تشمل:
- توفير وحدة مصرفية متنقلة بالقرية لتقديم كافة الخدمات المتاحة بالفروع المصرفية التقليدية.
- طرح منتجات بنكية مخصصة تشمل حسابات للأفراد وبطاقات فيزا للخصم المباشر والبطاقات مسبقة الدفع.
- إتاحة حسابات الشمول المالي المخصصة للشركات والأنشطة الاقتصادية لدعم رواد الأعمال المحليين.
- تنظيم ندوات تثقيفية وورش عمل لزيادة الوعي المالي والمصرفي بين أهالي القرية وسكانها.
كما أوضحت ملاك البابا، المدير العام لشركة فيزا في مصر، أن هذا التعاون يجسد نموذجًا رائدًا لدعم المجتمعات المحلية من خلال الحلول الرقمية، مؤكدةً إيمان الشركة بقدرة التكنولوجيا المالية على تغيير حياة الأفراد نحو الأفضل، وأن المساهمة في هذا المشروع تعزز الثقافة المصرفية وتمكن سكان الرديسية من الدخول إلى العصر الرقمي بكل سهولة وأمان، وهو ما يتماشى مع رؤية الشركة العالمية للنهوض بالجميع في كل مكان.
بنية تحتية رقمية متكاملة لدعم التحول في قرية البنك الأهلي بأسوان
لضمان نجاح تجربة أول قرية رقمية للبنك الأهلي المصري بأسوان، تم التركيز على تأسيس بنية تحتية قوية تدعم هذا التحول، وفي هذا السياق، أعلن هيثم ذكي، رئيس قطاع القنوات البديلة والمدفوعات الحكومية بالبنك، عن تركيب عدة ماكينات صراف آلي (ATM) في مواقع حيوية مثل الوحدة المحلية بالرديسية بحري ومركز شباب العطواني ومحطة قطار إدفو، بالإضافة إلى نشر ماكينات نقاط البيع الإلكترونية (POS) في المتاجر والمحلات لتسهيل المعاملات المالية غير النقدية، ولم يقتصر الدعم على الجانب التقني فقط، بل قام البنك بإيفاد فرق من المتطوعين المدربين بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة ليكونوا سفراء للشمول المالي داخل القرية؛ بهدف نشر المعرفة المالية وغير المالية وتعزيز ثقة السكان بالحلول المصرفية الرقمية الحديثة.
يؤكد البنك الأهلي المصري من خلال هذه الجهود المتكاملة التزامه الراسخ بمواصلة تنفيذ استراتيجيته لدعم التحول الرقمي والشمول المالي في كل ربوع مصر، ساعيًا إلى دمج جميع شرائح المجتمع في القطاع المصرفي الرسمي، وهو ما يساهم في تحقيق تنمية اقتصادية شاملة ومستدامة.