حملت حلبة زاندفورت معها الكثير من الإثارة والدراما التي انعكست على نتائج سباق زاندفورت المتقلب، حيث شهد السباق دخول سيارة الأمان ثلاث مرات وتقديم منصة تتويج تاريخية للسائق الناشئ إسحاق حجار في موسم استثنائي له، بينما كان لاندو نوريس الخاسر الأكبر بلا شك بعد انسحابه المفاجئ، ولم يكن فريق فيراري أفضل حالاً مع خروج سائقيه من السباق بسبب حوادث مختلفة.
تفاصيل انطلاقة سباق زاندفورت المتقلب
بدأ ماكس فيرستابن السباق بإطارات سوفت، في خطوة تكتيكية خالفت استراتيجية بقية سائقي الصدارة الذين اختاروا إطارات ميديوم، ونجح السائق الهولندي بالفعل في استغلال هذا الاختلاف ليتقدم سريعاً على حساب لاندو نوريس ويستقر في المركز الثاني خلف أوسكار بياستري الذي بدأ من قطب الانطلاق، وتمكن بياستري من بناء فارق زمني تجاوز الثانية سريعاً ليمنع البطل المحلي من استخدام نظام “دي آر أس” للمساعدة على التجاوز، وفي الخلف كان إسحاق حجار، سائق فريق ريسينغ بولز، يقدم أداءً مذهلاً محافظاً على مركزه الرابع الذي حققه في التجارب التأهيلية، وبقي صامداً أمام ضغط شارل لوكلير الذي تمكن من تجاوز جورج راسل سائق مرسيدس.
لم تمضِ سوى ثلاث لفات حتى بدأت التوقعات تتجه نحو هطول الأمطار، حيث أبلغ فريق مكلارين سائقه بياستري بأن هناك احتمالية لتغير الأجواء قريباً، لكن الأمطار تأخرت في الهطول، مما أضاف طبقة جديدة من الترقب إلى أجواء السباق؛ وكان الصراع محتدماً في وسط الترتيب حيث حاول السائقون تحسين مراكزهم قبل أي تغييرات محتملة في الطقس أو دخول سيارة الأمان، مما جعل اللفات الأولى من السباق الهولندي مليئة بالتوتر والمناورات الدفاعية والهجومية على حد سواء، وهو ما مهد الطريق لأحداث غير متوقعة لاحقاً، وساهم في جعل نتائج سباق زاندفورت المتقلب النهائية مليئة بالمفاجآت.
تحولات درامية وحوادث غيرت مجريات السباق الهولندي
في اللفة التاسعة، نجح نوريس في استعادة مركزه الثاني من فيرستابن بحركة جريئة، ليبدأ بعدها في ملاحقة زميله في الفريق أوسكار بياستري، وأخذ الفارق بينهما يتناقص تدريجياً مع تقدم اللفات، بينما بقي المركز الرابع تحت سيطرة إسحاق حجار الذي تشبث بمركزه خلف فيرستابن وأمام لوكلير الذي كان يضغط بقوة والفارق بينهما أقل من ثانية حتى اللفة الثالثة عشرة، وبدأت الأمطار بالهطول بشكل خفيف ابتداءً من اللفة السابعة عشرة، مما زاد من تعقيد المهمة على السائقين والفرق في تحديد التوقيت المناسب للتوقفات، وقد أثرت هذه الأجواء على مجريات المنافسة بشكل كبير وغيرت الكثير من الحسابات.
افتتح يوكي تسونودا سلسلة توقفات الصيانة في اللفة العشرين بالانتقال إلى إطارات هارد، في وقت لم تكن فيه شدة الأمطار قد ازدادت بعد، بينما اقترح لويس هاميلتون على فريقه إجراء توقف مبكر للاستفادة من فرصة التقدم من مركزه السابع، لكن زميله شارل لوكلير هو من قام بالخطوة أولاً ودخل في اللفة الثالثة والعشرين، وفي نفس اللفة شهدت الحلبة حادثاً غريباً لهاميلتون، الأمر الذي استدعى دخول سيارة الأمان فوراً واستفاد الجميع من وقفة صيانة مجانية، حيث انتقل معظم السائقين إلى إطارات هارد باستثناء فيرستابن الذي اختار ميديوم، وقد أضرت هذه الحادثة بلوكلير الذي خسر مركزاً لصالح راسل، ليبدأ فصل جديد من سباق زاندفورت المتقلب.
اللحظات الأخيرة ونتائج سباق زاندفورت المتقلب النهائية
مع خروج سيارة الأمان في اللفة السادسة والعشرين، استؤنف السباق وبقيت المراكز الثلاثة الأولى دون تغيير، بينما حاول راسل انتزاع المركز الرابع من حجار الذي دافع عن مركزه ببراعة، وسرعان ما دخلت سيارة الأمان الافتراضية بسبب قطع متناثرة من سيارة ويليامز، وبعد استئناف السباق مجدداً في اللفة الثانية والثلاثين قام لوكلير بهجوم عدائي على راسل وانتزع منه المركز الخامس بحركة أدت لاحتكاك السيارتين، الأمر الذي ستبحث عنه إدارة السباق لاحقاً، ونتيجة للأضرار التي لحقت بسيارة راسل، قرر فريق مرسيدس مبادلة المركز مع زميله أنتونيللي الذي تقدم إلى المركز السادس.
شهدت اللفات التالية حادثة عنيفة ومفاجئة كان بطلها لوكلير بعد احتكاك مع أنتونيللي، مما استدعى دخول سيارة الأمان للمرة الثانية ودخول بقية السيارات لوقفة صيانة أخرى، وتلقى أنتونيللي عقوبة عشر ثوانٍ على إثر الحادثة؛ وبعد خروج سيارة الأمان، وبينما كان الصراع محتدماً بين سائقي مكلارين في المقدمة، شهدت اللفة الخامسة والستون حادثة غير متوقعة على الإطلاق بانسحاب لاندو نوريس بعد توقف سيارته تماماً على المسار، لتدخل سيارة الأمان للمرة الثالثة وتتغير نتائج سباق زاندفورت المتقلب بشكل جذري مرة أخرى في اللحظات الأخيرة.
مع استئناف السباق في اللفتين الأخيرتين، حاول فيرستابن الضغط بقوة على بياستري الذي صمد أمامه ببراعة، بينما كان إسحاق حجار في المركز الثالث محافظاً على مركزه ليتجه نحو تحقيق أول منصة تتويج في مسيرته، وبالفعل عبر بياستري خط النهاية أولاً معززاً صدارته للبطولة، ليكلل هذا الفوز أبرز نتائج سباق زاندفورت المتقلب، وشهدت قائمة العشرة الأوائل عودة سائقين من الخلف مثل أوليفر بيرمان وفرناندو ألونسو، وكانت القائمة النهائية كالتالي.
- أوسكار بياستري (المركز الأول)
- ماكس فيرستابن (المركز الثاني)
- إسحاق حجار (المركز الثالث)
- جورج راسل (المركز الرابع)
- أليكسندر ألبون (المركز الخامس)
- أوليفر بيرمان (المركز السادس)
- لانس سترول (المركز السابع)
- فرناندو ألونسو (المركز الثامن)
- يوكي تسونودا (المركز التاسع)
- إستيبان أوكون (المركز العاشر)
يمثل هذا الفوز المهم لأوسكار بياستري دفعة قوية في رصيده بالبطولة، بينما كان صعود إسحاق حجار إلى منصة التتويج للمرة الأولى لحظة تاريخية، ليؤكد سباق زاندفورت المتقلب أنه كان أحد أكثر السباقات إثارة وتقلبًا هذا الموسم.
