أصبح مشروع بيع أرز بلبن لتوفير مصاريف الدراسة حديث منصات التواصل الاجتماعي في مصر، خصوصًا بعد ظهور الشاب محمد هواري في مقطع فيديو يروج فيه لمنتجاته بابتسامة بسيطة وكلمات عفوية، ولم تمض سوى ساعات قليلة حتى تحول هذا المقطع إلى ظاهرة انتشرت بقوة، وجذب دعمًا لافتًا من شخصيات فنية معروفة، مما يثبت أن الشغف والمثابرة هما أساس أي نجاح.
بدأ محمد هواري، الشاب الذي يبلغ من العمر 21 عامًا، رحلته العملية في سن مبكرة لدعم نفسه ووالدته التي يعيش معها في منطقة العبور بالقاهرة، حيث عمل في وظائف متنوعة منذ كان في الثانية عشرة من عمره، متنقلًا بين العمل كبائع في سوبر ماركت وعامل في مصنع، وغيرها من المهن البسيطة التي أكسبته خبرة حياتية مبكرة وشعورًا بالمسؤولية، وقد كانت فكرة مشروع بيع أرز بلبن لتوفير مصاريف الدراسة نتيجة لمشهد عابر، ولكنه كان كفيلاً بإشعال شرارة فكرة تحولت إلى واقع ملموس، فبينما كان يقف في سوق العبور قبل عامين، رأى شخصًا يبيع حلوى الأرز بلبن، وهنا لمعت الفكرة في ذهنه وقرر تحويلها إلى مشروع خاص به، معتمدًا على مهارته في الطهي وتسويقه عبر الإنترنت.
كيف بدأ مشروع بيع أرز بلبن لتوفير مصاريف الدراسة؟
انطلق الشاب محمد في تنفيذ مشروعه الصغير من منزله، مستهدفًا مساعدة نفسه في تغطية نفقات دراسته بكلية التجارة في جامعة الأزهر، بالإضافة إلى الاعتناء بوالدته، وكان يرى أن شغفه بصناعة الطعام يمكن أن يتحول إلى مصدر دخل، خصوصًا بعدما ألهمته رؤية بائع في السوق، وشرع في التنفيذ فورًا متوكلاً على الله، وبدأ بتقديم ثلاثة أصناف من الأرز بلبن، يتميز كل منها بنكهة خاصة يصنعها بنفسه، وبدأ عرضه للبيع عبر الإنترنت، وقد كان هذا القرار هو الخطوة الأولى نحو تحقيق حلمه في امتلاك مشروع ناجح، فبدلًا من انتظار فرصة عمل، قرر محمد أن يصنع فرصته بنفسه، موظفًا أبسط الإمكانيات لتحقيق هدف كبير، وهو ما يجعل قصته مصدر إلهام حقيقي.
التسويق الرقمي ودوره في نجاح مشروع الأرز بلبن
لعبت منصات التواصل الاجتماعي دورًا محوريًا في نمو مشروع محمد، حيث استخدمها بذكاء للترويج لمنتجاته والوصول إلى قاعدة عملاء أوسع، وكان الفيديو الذي نشره مؤخرًا بمثابة نقطة تحول كبرى، فمن خلال عرض بسيط وعفوي لمشروعه، تمكن من لمس قلوب ملايين المشاهدين الذين تفاعلوا مع قصته الصادقة، فقد تجاوز عدد مشاهدات الفيديو 1.5 مليون مشاهدة في وقت قياسي، وهو ما يوضح قوة التسويق الرقمي في دعم المشاريع الصغيرة، فبفضل هذا الانتشار الواسع، لم يعد مشروع بيع أرز بلبن لتوفير مصاريف الدراسة مجرد فكرة بسيطة، بل أصبح علامة تجارية صغيرة يعرفها الكثيرون، ويقدم محمد من خلال مشروعه البسيط مجموعة من الأصناف المميزة التي يقوم بتحضيرها بعناية، وتشمل:
- أرز بلبن سادة.
- أرز بلبن بالمكسرات.
- أرز بلبن بالآيس كريم.
هذا التنوع ساهم في جذب المزيد من الزبائن الذين أُعجبوا بالجودة والطعم، بالإضافة إلى دعمهم لشاب طموح يسعى لتحقيق ذاته.
دعم المشاهير للشاب محمد ومشروعه المبتكر
لم يقتصر التفاعل مع قصة محمد على الجمهور العادي فقط، بل امتد ليشمل عددًا من نجوم الفن الذين حرصوا على تقديم الدعم المعنوي له عبر حساباتهم الشخصية، مما أعطى مشروع بيع أرز بلبن لتوفير مصاريف الدراسة زخمًا إضافيًا، وكان هذا الدعم بمثابة شهادة نجاح للمجهود الذي بذله، حيث تحولت قصته إلى مثال ملهم للشباب، وقد جاءت تعليقات المشاهير لتؤكد أن العمل الجاد والكفاح يجدان دائمًا من يقدرهما، بغض النظر عن حجم المشروع أو بساطته، ومن أبرز التعليقات التي تلقاها محمد ما يلي:
- المطرب أحمد كامل الذي عرض عليه إعلانًا مقابل عبوة أرز بلبن.
- الفنان عمرو وهبة الذي قام بمشاركة الفيديو عبر حسابه لدعم محمد.
- الفنانة رانيا فريد شوقي التي تمنت له التوفيق والرزق في مشروعه.
هذا الدعم من الشخصيات العامة سلط الضوء بشكل أكبر على قصة كفاح محمد، وحول مشروعه الصغير إلى حديث الساعة، وأثبت أن الأحلام البسيطة يمكن أن تصل إلى أبعد مدى بالمثابرة والإبداع.
تفاعل المشاهير مع قصة محمد لم يكن مجرد كلمات عابرة، بل كان رسالة قوية تؤكد على أهمية دعم المواهب الشابة والمشاريع الصغيرة التي تنبع من قلب المجتمع، لتكون دافعًا له للاستمرار في تطوير مشروع بيع أرز بلبن لتوفير مصاريف الدراسة.
