رأس الحكمة.. مصر تستعد لمنافسة دبي بمدينة عالمية جديدة

رأس الحكمة مشروع استثماري متكامل على ساحل المتوسط يمكن أن يتحول إلى “دبى جديدة” بفضل المؤشرات الاقتصادية القوية والتطوير العمراني الطموح، حيث يجمع بين السياحة والاستثمار والعقارات بشكل غير مسبوق في المنطقة.

مشروع رأس الحكمة واستراتيجيات جذب الاستثمارات الضخمة

تُعدّ استثمارات مشروع رأس الحكمة البالغة 150 مليار دولار دليلاً على الطموح الكبير لجذب ملايين السكان والسياح، إذ يستهدف استيعاب نحو مليونين نسمة واستقبال 8 ملايين زائر سنوياً، مما يعكس أهمية تشريعات استثمارية مرنة تشبه تلك الموجودة في دبي أو الملاذات الضريبية العالمية؛ إذ يسهم ذلك في جذب رؤوس الأموال مع تخفيض الأعباء الضريبية وتقديم حوافز جذابة للمستثمرين. بمساحتها الشاسعة التي تبلغ 170.8 كيلومتر مربع، أي أكبر بخمسة أضعاف مساحة مدينة دبي، تتيح رأس الحكمة فرصاً واسعة للتوسع العمراني وتعزيز الاستثمارات العقارية والفندقية.

مقومات التفوق السياحي في رأس الحكمة على الساحل الشمالي للبحر المتوسط

تحظى رأس الحكمة بموقع جغرافي متميز على أجمل شواطئ البحر المتوسط، إلى جانب تخطيط متكامل يضم مرافق سياحية وترفيهية متعددة، من فنادق ومراسي ومطارات دولية إلى مدارس وجامعات وملاعب جولف، فضلاً عن شبكة نقل ذكية وحديثة؛ ما يجعلها منافساً حقيقياً لدبي في المنطقة. بالرغم من استقبال دبي 18.7 مليون سائح مقابل 15.7 مليون سياح في مصر العام الماضي، فإن رأس الحكمة تتمتع بإمكانات قوية لتقليص هذه الفجوة بشكل ملحوظ، خصوصاً مع الدعم السياسي الراسخ والرؤية الاستثمارية الواضحة، إلى جانب مشاركة صندوق أبوظبي التنموي كشريك أساسي في المشروع.

التحديات وآفاق التنمية المستدامة لمشروع رأس الحكمة والساحل الشمالي

تبقى التحديات قائمة، أبرزها الحفاظ على استمرارية تنفيذ الأهداف بأعلى كفاءة وربط رأس الحكمة بشكل فعال بكبرى المدن مثل القاهرة والإسكندرية لتعزيز الحركة الاقتصادية والسياحية، مع تحقيق توازن دقيق بين الاستثمارات الأجنبية والتنمية المحلية. إن استغلال القرى والمنتجعات القريبة عبر تحفيز العمل طوال العام وليس موسماً صيفياً فقط يزيد من الطاقة الفندقية والتجارية، وهو ما يجعل دور القطاع الخاص والحوكمة الرشيدة أساسياً لتنفيذ هذه الرؤية بعيداً عن تعقيدات البيروقراطية. كما أن تأسيس هيئة أو وزارة مختصة بالساحل الشمالي قد يشكل خطوة نوعية لتعظيم الاستفادة من هذا الكنز السياحي والاستثماري، ما يعزز مكانة مصر على الخريطة الاقتصادية العالمية.