أطلقت الإدارة العامة لشؤون القرآن الكريم بقطاع المعاهد الأزهرية النسخة الثانية من مبادرة يوم السرد القرآني، التي تهدف إلى تعزيز ارتباط الأجيال الجديدة بالقرآن الكريم وفهم معانيه العميقة، ويُعد يوم السرد القرآني منصة هامة لنشر القيم الإسلامية من خلال تلاوة كلام الله وتفسيره بطريقة تربوية تجمع بين الروحانية والمعرفة.
أهداف مبادرة يوم السرد القرآني لتعميق القيم الإسلامية
تتجاوز مبادرة يوم السرد القرآني حدود التلاوة فقط، إذ تسعى لغرس القيم القرآنية النبوية في نفوس المشاركين، وربطهم بكلام الله ليكون لهم منهج حياة يستنيرون به نحو مستقبل أفضل؛ لذلك أُطلقت المبادرة خلال شهر ربيع الأول تزامنًا مع ذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي بُعث هاديًا برسالة القرآن الكريم نورًا للعالمين. تُبرز هذه الفعالية أن السرد القرآني هو استكمال لسنة النبي وتعزيز لقيمه العظيمة، كما يربط فهم كلام الله بالحياة اليومية والتوجيهات الأخلاقية والاجتماعية التي تشكل أساس شخصية المسلم.
مشاركة محلية وعالمية في يوم السرد القرآني لتعزيز التواصل القرآني
شهدت النسخة الثانية من اليوم العالمي للسرد القرآني مشاركة متميزة تجاوزت 86 ألف شخص من داخل مصر وخارجها، مما يعكس النجاح الكبير للمبادرة التي خصص الأزهر الشريف يوم 30 أغسطس سنويًا لإقامتها رسميًا. تضمنت المشاركة مؤسسات عدة منها:
- مكاتب تحفيظ القرآن الأهلية تحت إشراف الأزهر
- المعاهد الأزهرية الحكومية والخاصة في مختلف المحافظات
- المنظمة العالمية لخريجي الأزهر داخل وخارج مصر
- مجمع البحوث الإسلامية ومدينة البعوث الإسلامية وجامعة الأزهر
- مؤسسات ومراكز إسلامية متعددة على مستوى العالم
امتد تأثير المبادرة إلى عدة دول منها إندونيسيا ونيجيريا وأوغندا والصومال والعراق وجنوب إفريقيا وتشاد والنيجر وتنزانيا، مما جعل السرد القرآني حدثًا عالميًا يوحد المسلمين ويقوي روابطهم.
تطوير تجربة السرد القرآني في النسخة العالمية الثانية
ركزت النسخة الثانية من اليوم العالمي للسرد القرآني على توسيع المشاركة العالمية لتشمل عددًا أكبر من الدول، وتهدف إلى تدريب الألسنة على الترتيل الصحيح للقرآن، إلى جانب تعليم تفسير معانيه وربطها بالواقع اليومي للمسلمين، مع تعزيز الانتماء للأمة الإسلامية وتوطيد العلاقات بين الأجيال الشابة وكبار العلماء. وشهدت النسخة الأولى سرد القرآن الكريم كاملاً في جلسة واحدة، وكان حدثًا تاريخيًا على المستوى المحلي، أما هذه النسخة فزاد تأثيرها بمشاركة دولية أوسع وشمولية أفضل.
الإحصاءات التي تعكس اهتمام المشاركين بيوم السرد القرآني
حتى الآن، سجل نحو 85,784 مشارك أسماؤهم في فعاليات السرد القرآني من داخل مصر وخارجها، ما يدل على الاهتمام الكبير بالقرآن الكريم ورغبة المجتمع في التفاعل معه بشكل أعمق، ودعت الإدارة العامة لشؤون القرآن الكريم طلاب المعاهد والأشخاص المهتمين إلى الإسهام في تعظيم أثر المبادرة في نشر القيم القرآنية.
أثر يوم السرد القرآني في تعزيز القيم الإسلامية العملية
يساعد اليوم العالمي للسرد القرآني على ترسيخ قيم مثل الصبر والعدل والتسامح والأخلاق الحميدة، ويُعتبر وسيلة تربوية ناجعة لتعليم الشباب المبادئ القرآنية بعيدًا عن الحفظ المجرد، مما يحول القرآن إلى منهج حياة. تُساهم المبادرة في إحياء روح التلاوة وروحانياتها، وتعزيز الوعي الديني عند الأطفال والشباب، ودعم التواصل بين المؤسسات التعليمية والدينية محليًا وعالميًا لنشر تلك القيم العظيمة.
أهمية تلاوة القرآن الكريم ودور السرد القرآني في حياة المسلم
لا تقتصر تلاوة القرآن على الجانب الروحي فقط، بل تسهم في بناء شخصية مسلم متزنة من خلال فهم أعمق للمعاني والأحكام، والتمييز بين الصواب والخطأ مستنيرًا بتوجيهات الله، وتقوية الإيمان والتمسك بالقيم الاجتماعية والأخلاقية. يُعد السرد القرآني وسيلة فعالة تجمع بين الفائدة التعليمية والبعد الروحي، فتقود الأفراد نحو الهداية وتدعم دور الأزهر الشريف الرائد في نشر ثقافة التلاوة والتدبر بين أجيال المسلمين المختلفة حول العالم.