قانون الإيجار القديم يطيح بالفنانين.. تفاصيل قضية شقة سميحة بدران اليوم

يشهد الوسط الفني المصري حالة من التوتر الكبير جراء تطبيق قانون الإيجار القديم 2025، الذي يشمل تعديلات جوهرية ورفعاً ملحوظاً في قيمة الإيجارات، بالإضافة إلى إلزام المستأجرين بإخلاء وحداتهم خلال مدة انتقالية لا تزيد عن سبع سنوات، مما يهدد استقرار العديد من الفنانين الذين ارتبطت حياتهم بهذه المنازل.

تأثير قانون الإيجار القديم على الفنانين والمستأجرين

قانون الإيجار القديم 2025 جاء بهدف إعادة التوازن بين حقوق المالكين والمستأجرين وتنظيم سوق العقارات بشكل أكثر عدالة، لكنه تسبب في قلق متزايد لدى فئة الفنانين الذين يعيشون في مساكن بإيجارات قديمة لسنوات طويلة، إذ بات مصيرهم مجهولًا بعد التعديلات الجديدة. ينص القانون رقم 164 لسنة 2025، الذي بدأ تطبيقه في سبتمبر، على زيادة مؤقتة بلغت 250 جنيهاً شهرياً لحين اتمام تصنيف العقارات وتقسيمها إلى الفئات: المتميزة، والمتوسطة، والاقتصادية. وتتفاوت الزيادات وصولاً إلى 20 ضعف القيمة القديمة مع حد أدنى 1000 جنيه للشقق المتميزة.

الفنانين وتحديات السكن تحت قانون الإيجار القديم 2025

أبرز التحديات التي تواجه الفنانين ترتبط بالفترة الانتقالية التي لا تتجاوز سبع سنوات لإخلاء الوحدات، مع حق المالكين في استعادة العقارات، وهو ما يزيد من التوتر خاصة مع قلة البدائل المتاحة. كما يمنح القانون للملاك إمكانية توفير وحدات سكنية بديلة للفئات الأكثر حاجة، لكن الواقع يختلف كثيراً عن هذا النص، حيث يعاني الفنانون من فقدان الاستقرار والهدوء الضروريين لمواصلة حياتهم ومسيرتهم المهنية. هذه الأزمة لم تكن بعيدة عن السرد الإنساني، فقد عبرت معتزة عبد الصبور، ابنة الشاعر الراحل، عن معاناتها من تدهور صحتها النفسية وقلقها الشديد بعد إبلاغها بضرورة مغادرة شقتها خلال سبع سنوات، مؤكدة أن الألم الأكبر لم يكن الفقدان ذاته، بل توقف مشروعها في تدريب الطلاب على التمثيل، وهو حلم كرست له سنوات من حياتها.

قصص واقعية لفنانين يتأثرون بقانون الإيجار القديم

الفنانة نادية رشاد وجهت نداءً لحماية كبار السن والفنانين ممن يعانون ظروفاً صحية ومالية صعبة، مشيرةً إلى استنفاد مدخراتها لتجهيز شقتها التي تقيم بها منذ عقود، وهي الآن بلا بديل. كما تحدثت نبيلة عبيد عن قلقها من تطبيق القانون على منزل ورثته في المهندسين، واصفة إياه بـ«بيت الذكريات» الذي شهد مراحل مهمة من حياتها الفنية، ورغبتها في إيجاد صيغة قانونية تسمح لها بالاستقرار مع دفع إيجار مرتفع إذا اقتضى الأمر. أما الفنان أحمد نبيل فقد صرح بحزنه العميق من احتمال فقدان منزله بعد نصف قرن، مؤكداً أن تلك الشقة ليست مجرد مكان للسكن بل جوهر حياته. كذلك حمل الفنان أحمد الحلواني رواية مختلفة، حيث كشف عن محاولته شراؤها قبل عشرين عاماً من مالكها دون نجاح، وأوضح رفض المالك لمحاولاته الأخيرة في التفاوض حول الحلول القانونية الجديدة.

الفنان التأثير التفاصيل
معتزة عبد الصبور تدهور صحي ونفسي أُبلغت بضرورة إخلاء الشقة، وأوقفت مشروع تدريب الطلاب
نادية رشاد قلق صحي ومالي تنفق مدخراتها ولا تملك بديلًا للسكن
نبيلة عبيد قلق من فقدان منزل الذكريات تريد صيغة قانونية تسمح بدفع إيجار مرتفع والحفاظ على الاستقرار
أحمد نبيل حزن شديد خائف من إخلاء المنزل بعد 50 سنة
أحمد الحلواني محاولات شراء فاشلة ناقش شراء الشقة دون نجاح والرفض القانوني الأخير

هذه الأحداث تبرز الآثار الحقيقية لقانون الإيجار القديم 2025 على حياة الفنانين، وتعكس الصراع المستمر بين الحفاظ على حق السكن والاستقرار، ومقتضيات التحديث الاقتصادي التي فرضتها التعديلات الجديدة، وسط مخاوف من ازدياد حالات الفقدان وعدم الاستقرار، خصوصاً مع عدم توفر حلول شاملة وفورية تضمن حقوق الأطراف كافة.