شهدت أسعار الذهب في الأسواق المحلية والعالمية ارتفاعات ملحوظة خلال تعاملات اليوم الإثنين، مدفوعة برهانات قوية على خفض أسعار الفائدة الأمريكية من قِبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب تصاعد التوترات الجيوسياسية، وهو ما يظهر بوضوح في تقرير منصة «آي صاغة». سجل سعر جرام الذهب عيار 21 في الأسواق المحلية مستوى 4715 جنيهًا بعد زيادة قدرها 25 جنيهًا مقارنة بنهاية الأسبوع الماضي، بينما صعدت أوقية الذهب بنحو 24 دولارًا لتصل إلى 3471 دولارًا.
تحركات أسعار الذهب وارتباطها بالسياسة النقدية الأمريكية
تابع المستثمرون عن كثب خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في منتدى جاكسون هول، حيث ألمح إلى إمكانية تعديل السياسة النقدية باتجاه تيسير أكبر، ليعزز بذلك توقعات خفض أسعار الفائدة؛ إذ ارتفع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية بنسبة 2.9% في يوليو، مع نمو الإنفاق الشخصي بنسبة 0.5%، متجاوزًا التوقعات؛ ما يشير إلى نية المجلس في خفض سعر الفائدة خلال سبتمبر. وتوضح أداة CME FedWatch أن المستثمرين يقدّرون احتمالية خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس بنسبة 87%، مع تكهنات بعمليات تخفيض إضافية قبل نهاية العام، وهو ما يؤثر مباشرة على تحركات أسعار الذهب ويعزز من جاذبيته كملاذ آمن في ظل ضعف الدولار الأمريكي.
تأثير تقرير الوظائف ورهانات السوق على أسعار الذهب
ينتظر السوق تقرير الوظائف غير الزراعية (NFP) المقرر صدوره يوم الجمعة، باعتباره مؤشرًا رئيسيًا لتوجه السياسة النقدية الأمريكية، إذ يُتوقع أن تكون الإضافة محدودة عند 45 ألف وظيفة مع ثبات معدل البطالة عند 4.2%؛ وهو الأمر الذي يعزز فرص خفض الفائدة. وأشار بيل آدامز، كبير الاقتصاديين في بنك كوميريكا، إلى أن هذه الأرقام ستلعب دورًا كبيرًا في تحديد اتجاه أسعار الذهب، خصوصًا مع التوقعات بزيادة الطلب على المعدن النفيس خلال فترات عدم الاستقرار الاقتصادي.
التوترات السياسية والجيوسياسية وتأثيرها على الطلب العالمي على الذهب
لا يمكن إغفال الضغوط السياسية التي يواجهها الاحتياطي الفيدرالي، حيث يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب محاولاته للهيمنة على المجلس عبر إقالة ليزا كوك من مجلس المحافظين، وهو ما أثار مخاوف على استقلال البنك المركزي. في الوقت ذاته، ترتفع أهمية الطلب على الذهب عالميًا؛ إذ تشير بيانات CME Group إلى أن الصين والهند تسيطران على أكثر من نصف الطلب العالمي على المعدن في 2024، ما يعكس الدور المحوري الذي تلعبه آسيا في تعزيز الطلب، سواء عبر الاستهلاك المباشر أو التداول في أسواق المشتقات. كذلك تشكل التوترات الجيوسياسية المستمرة، مثل التصعيد الروسي الأوكراني وتصاعد الصراع بين إسرائيل وحماس، خطرًا مستمرًا يدعم أسعار الذهب، إذ يلجأ المستثمرون إلى المعدن كملاذ آمن لحماية أصولهم.
عيار الذهب | السعر المحلي (جنيه) |
---|---|
عيار 24 | 5389 |
عيار 21 | 4715 |
عيار 18 | 4041 |
عيار 14 | 3144 |
الجنيه الذهب | 37720 |
يرتفع الذهب في الأسواق المحلية والعالمية منذ بداية أغسطس بنحو 170 جنيهًا في السوق المحلية، و156 دولارًا في البورصة العالمية، مع استمرار الطلب القوي بالقرب من أعلى مستوياته التاريخية؛ وهذا يدعم مؤشرات الطلب وسط أجواء اقتصادية مضطربة وتوترات سياسية حادة، ليظل الذهب خيار المستثمرين المفضل في مواجهة الضغوط التضخمية وتراجع العملة الأمريكية جانبًا عن جاذبية المعدن كملاذ آمن.
- التغيرات في السياسة النقدية الأمريكية تؤدي إلى تقلبات في أسعار الذهب.
- البيانات الاقتصادية وخاصة تقرير الوظائف تعزز أو تقلل من توقعات خفض الفائدة.
- التوترات السياسية والجيوسياسية تشكل عامل دعم دائم لارتفاع أسعار الذهب.
- الطلب المتزايد في آسيا يعكس أهمية المنطقة في تحديد اتجاهات السوق العالمية.
استمرار المشهد الجيوسياسي المضطرب، بما في ذلك الهجمات الروسية المكثفة والأحداث المتصاعدة في الشرق الأوسط، يقود الطلب على الذهب للارتفاع بوتيرة قوية، ويلقي بضوءٍ أقوى على دوره كأداة مالية أساسية في أوقات عدم اليقين الاقتصادية والسياسية؛ ما يفسر ارتفاع أسعار الذهب وتزايد إقبال المستهلكين والمستثمرين في الأسواق العالمية والمحلية على حد سواء.