ارتفاع أسعار النفط اليوم مع تفاقم المخاوف من تعطل الإمدادات بسبب الحرب الروسية الأوكرانية

ارتفعت أسعار النفط العالمية بفعل مخاوف تعطل الإمدادات، نتيجة تصاعد الحرب بين روسيا وأوكرانيا التي شهدت تصعيدًا في الهجمات الجوية المتبادلة على منشآت الطاقة والبنية التحتية في كلا البلدين. هذا التصاعد العسكري دفع السوق إلى توقعات باضطرابات في الإمدادات النفطية، ما انعكس إيجابًا على حركة الأسعار في الأسواق العالمية.

تطورات أسعار النفط اليوم وأثرها على السوق العالمية

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملموسًا خلال تعاملات اليوم، حيث صعد خام برنت بمقدار 28 سنتًا أي ما يعادل 0.41% ليصل إلى 68.43 دولارًا للبرميل، فيما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 1.42% مسجلًا 64.92 دولارًا للبرميل؛ ويأتي هذا الارتفاع بعد تقارير أفادت بأن الهجمات التي نفذتها أوكرانيا باستخدام الطائرات المسيّرة أدت إلى إغلاق منشآت تعالج ما يصل إلى 17% من طاقة النفط الروسية، وهو ما يعادل نحو 1.1 مليون برميل يوميًا وفقًا لوكالة “رويترز”. إن تأثير تعطل الإمدادات هذا أدى إلى خلق حالة من القلق بين المتعاملين في سوق النفط، خصوصًا مع استمرار العمليات العسكرية.

تداعيات العمق الروسي على إمدادات النفط العالمية

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عزمه على مواصلة شن ضربات عميقة داخل الأراضي الروسية، بعد استهداف مكثف لمصافي النفط وخطوط الأنابيب الروسية خلال الأسابيع الماضية؛ في المقابل، قامت روسيا بتكثيف غاراتها الجوية على البنية التحتية للطاقة والنقل في أوكرانيا، في تصعيد واضح للحرب التي تجاوزت ثلاث سنوات ونصف. ووفقًا لما ذكره خبير السلع دانيال هاينز في مذكرة بحثية، فإن المخاطر على البنية التحتية للطاقة في روسيا ما زالت مرتفعة بشكل ملحوظ، مع استمرار الضربات الأوكرانية ضد المصافي النفطية؛ الأمر الذي يزيد من حدة القلق إزاء تعطل الإمدادات النفطية وتأثيره المحتمل على الأسواق العالمية.

تغيرات النظام العالمي الجديد وتأثيرها على النفط وتعطل الإمدادات

بدورها، أضفت التطورات الدولية بعدًا جديدًا على ملف الطاقة، خاصة بعد أن طرح الرئيس الصيني شي جين بينج رؤيته لـ”النظام العالمي الجديد” الذي يمنح أولوية للدول الجنوب عالمية؛ جاءت هذه المبادرة في قمة جمعت بين قادة الصين وروسيا والهند، واعتُبرت خطوة تحدٍ مباشر للولايات المتحدة في ظل تزايد التوترات الجيوسياسية حول موارد الطاقة الحيوية. وعلى الجانب الاقتصادي فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية إضافية على واردات الهند من النفط الروسي، مع استثناء الصين من هذه الرسوم، الأمر الذي يعكس تعقيد العلاقات بين الدول الكبرى وتأثيرها على حركة النفط وتعطل الإمدادات. ويترقب المستثمرون اجتماع “أوبك+” المقرر في السابع من سبتمبر، حيث من المتوقع أن تصدر المنظمة إشارات حاسمة بشأن مستويات الإنتاج القادمة، مع مراعاة التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على سوق النفط العالمي.

بات السوق العالمي للنفط يعاني من ضغوط كبيرة بسبب تعطل الإمدادات، وسط استمرار الصراعات العسكرية والتوترات الدولية، ما يجعل الطلب على النفط والاحتياطات الاستراتيجية موضوعًا حساسًا تحتاج الدول إلى متابعته عن كثب.