الشرطة توقف هدم كنيسة العذراء الأثرية برشيد بعد بلاغ رسمي اليوم الأحد 31/أغسطس/2025

توقفت الشرطة فورًا هدم كنيسة العذراء الأثرية بمدينة رشيد بمحافظة البحيرة، بعد تلقيها بلاغًا رسميًا من القمص لوقا أسعد كاهن الكنيسة، أشار فيه إلى محاولة غير شرعية لهدم أجزاء من الكنيسة بهدف طمس هويتها التاريخية قبل الفصل القانوني في النزاع القضائي القائم حول الأرض التي تقوم عليها الكنيسة.

تفاصيل محاولة هدم كنيسة العذراء الأثرية في رشيد

أوضح القمص لوقا أسعد أن مجموعة من العمال حاولت اقتحام الكنيسة والبدء في إزالة بقايا القباب والسقف، مستندين إلى حكم قضائي يدعي ملكيتهم للأرض المقام عليها المبنى الأثري، مؤكدًا تعرضه لمحاولة اعتداء وسرقة هاتفه المحمول أثناء محاولته توثيق هذه المحاولة بالفيديو، وهو ما دفع قوات شرطة رشيد إلى التدخل على الفور. قامت الشرطة بوقف أعمال الهدم وتحري محضر رسمي بالواقعة، إلى حين صدور قرار نهائي من الجهات القضائية المختصة، ومن المتوقع أن تزور لجنة خبراء وزارة العدل الموقع قريبًا لتقييم الوضع القانوني بدقة.

خلفية النزاع القانوني الخاص بكنيسة العذراء الأثرية بمدينة رشيد

يرجع النزاع حول كنيسة العذراء الأثرية إلى خلاف قضائي مستمر منذ عام 2009، بعدما طالبت بعض الأطراف بملكية الأرض بدعوى شرائها من بطريركية الروم الأرثوذكس، إلا أن أحكام القضاء من ضمنها حكم مجلس الدولة الصادر عام 2016، أكدت بوضوح أن الكنائس تُعتبر دور عبادة محمية قانونيًا مثل المساجد، ولا يجوز بيعها أو هدمها أو التصرف فيها لأي طرف كان. هذا الحكم يستند إلى الدستور والقانون الذي يكفل حماية الأماكن الدينية باعتبارها تراثًا وحقوقًا عامة.

تصريحات كاهن كنيسة العذراء حول نية طمس المعالم التاريخية

بيّن القمص لوقا أن محاولة الهدم جاءت بشكل مفاجئ دون انتظار صدور الحكم القضائي النهائي، أو الرجوع لأي من الجهات المختصة والكنيسة نفسها، معبرًا عن قلقه العميق من وجود نية متعمدة لطمس المعالم التاريخية القيّمة لكنيسة العذراء، التي تمثل رمزًا ذا بعد ديني وتاريخي عميق في المدينة، خاصة وأن الكنيسة تعد واحدة من أقدم المعالم المسيحية برشيد وتستحق الحفاظ عليها بكل الطرق.

الجهات الرسمية والشرطة ترد بقوة للحفاظ على كنيسة العذراء بمدينة رشيد

أكد مصدر أمني مسؤول أن الشرطة لن تسمح بأي تصرف يخالف القانون يتعلق بدور العبادة، مبينًا أن التحقيقات جارية للتأكد من صحة ومستندات الملكية المقدمة من جميع الأطراف، كما أُحيلت الواقعة إلى النيابة لتتولى متابعة الإجراءات القانونية بشكل نزيه وشفاف، للحفاظ على الحق ومنع أي تجاوزات.

أهمية تدخل الشرطة في حماية التراث الديني والنزاع على الملكية

تكشف قضية الشرطة توقف هدم كنيسة العذراء الأثرية عن مشكلات متكررة تتعلق بملاكات دور العبادة، التي تشهد نزاعات امتلاك حينما تنتقل من جهات كنسية إلى أطراف تدعي وجود عقود بيع، وهو أمر لا يقبله القانون الذي يمنع التصرف في الكنائس والمساجد باعتبارها أملاكًا عامة ذات طابع ديني. الوضع الراهن يبرز الحاجة الماسة إلى تشريع واضح ومحدد يحمي التراث الديني المصري من محاولات التعدي أو التصرف غير القانوني.

تدخل الشرطة في الوقت المناسب حال دون إحداث أضرار بالغة لكنيسة العذراء الأثرية بمدينة رشيد، بينما تبقى الكلمة الفصل للقضاء الذي سيرعى مبدأ العدالة ويصون الإرث الديني والتاريخي للمدينة، وهذا النزاع يعد اختبارًا حقيقيًا للإجراءات القانونية في حماية دور العبادة بالمجتمع.