يُعد نظام التشغيل تيمبل أو إس واحدًا من أكثر الإنجازات البرمجية الفريدة التي رافقتها قصة إنسانية معقدة تجمع بين العبقرية النفسية والإبداع التقني، الأمر الذي أثار اهتمامًا واسعًا في الأوساط التقنية والدينية والاجتماعية. كان تيري ديفيس يعتقد أن هذا النظام هو مشروع إلهي يمثّل تواصلاً مباشرًا مع الله، وهو ما شكّل حجر الزاوية في رحلته التقنية والصراعات التي خاضها مع مرض الفصام.
بدايات تيمبل أو إس ورحلة تيري ديفيس مع البرمجة
لم تكن مهارات تيري ديفيس في تطوير نظام تيمبل أو إس وليدة الصدفة؛ فقد بدأ اهتمامه بالحوسبة منذ الطفولة، حيث اعتاد على استخدام جهاز Apple II في المدرسة ودرس لغة التجميع Assembly عبر Commodore 64، ما وضعه على طريق التميّز البرمجي. استمر ديفيس في صقل مهاراته طوال المرحلة الثانوية، ثم حصل على شهادة البكالوريوس والماجستير في الهندسة الكهربائية، وعمل في مجال تطوير أنظمة الدفع الإلكترونية في شركة Ticketmaster. رغم هذا النجاح المهني، عانى ديفيس من تحديات نفسية شديدة، حيث ارتبط مرضه بالفصام الذي أثر عليه بشدة، وأدى إلى هلاوس وأوهام، مثل اعتقاده بالمراقبة من قبل أجهزة الاستخبارات، حتى وصل إلى تفكيك سيارته بحثًا عن أجهزة تنصت. مع مرور الوقت، تحولت تجاربه النفسية إلى رؤى دينية عميقة جعلته يؤمن بأنه مختار لإنشاء نظام تشغيل يُمثل رسالة إلهية.
نظام تيمبل أو إس ورؤيته الدينية في البرمجة
ليس نظام تيمبل أو إس مجرد مشروع برمجي تقني، بل هو تجلٍّ لرؤية دينية خاصة بتيري ديفيس، حيث حمل بين طياته العديد من الإشارات الروحية والمجازات مثل لعبة AfterEgypt التي تحث المستخدم على التواصل مع الله، وتقع في سياق مشابه لمفهوم “العليقة المشتعلة”. صمّم ديفيس هذا النظام بالكامل باستخدام لغة برمجة جديدة ابتكرها باسم HolyC، معتمداً على نفسه دون اللجوء إلى مكتبات خارجية أو الاتصال بالإنترنت، مما أعطى نظام تيمبل أو إس طابعًا فريدًا من الحرية والتفاعل المباشر مع العتاد. تميز النظام بواجهة بسيطة تشبه بيئة DOS أو Turbo C، مع دقة عرض 640×480 بكسل و16 لونًا فقط، ومع ذلك سمح بإنشاء ألعاب ورسومات تفاعلية مثل Castle Frankenstein وEagle Dive. يضم المشروع أكثر من 121,691 سطرًا من التعليمات البرمجية، ما يجعله إنجازًا فرديًا مذهلاً يتفوق على العديد من المشاريع التقنية الكبيرة من ناحية الابتكار والتميز.
التحديات النفسية والاجتماعية وتأثيرها على حياة مخترع تيمبل أو إس
بعد إكمال مشروع تيمبل أو إس، انشغل ديفيس بحياة مليئة بالعزلة، حيث كانت منشوراته على الإنترنت غارقة في تعابير دينية مشوشة وأحيانًا كلمات هجومية أدت إلى حظره عبر عدة منصات. تعرض ديفيس لفترات من التشرد والسجن، ورفض استخدام أدويته النفسية معتقدًا أنها تحد من قدراته الإبداعية، ما زاد من تعقيد وضعه الصحي. انتهت حياته بشكل مأساوي حين تعرض لحادث صادم صدمه فيه قطار، متوجًا رحلة إنسانية مليئة بالصراعات بين العبقرية والمرض النفسي. تبقى قصة تيري ديفيس مع نظام تيمبل أو إس أكثر من مجرد تجربةَ تقنية؛ فهي شهادة على قوة العزيمة الفردية والتحول الغريب بين الإبداع والاضطراب النفسي، ما يجعل المشروع إرثًا متناقضًا تجمع بين الإعجاب والحزن في آن واحد.
قفزة جديدة في المعدن الأصفر.. تعرف على سعر الذهب اليوم السبت 16 أغسطس 2025
يونس يؤكد: الزمالك يحتاج تجهيز كوادر متخصصة لتعزيز الأداء في جميع المجالات
جدة تستضيف بطولة العالم للبلياردو 2025 للمرة الثانية على التوالي بمشاركة نخبة النجوم
رسميًا.. تسهيلات توزيع جديدة لضمان توفر الطاقة للمواطنين هذا الأسبوع
«انطلاقة مثيرة» كأس العالم للرياضات الإلكترونية الأسبوع السادس يشهد منافسات قوية
رسميًا.. توجيهات رئيس الجمهورية خلال اجتماع مصيري مع رئيس الوزراء ووزير المالية
فرص الأهلي للتأهل إلى مونديال الأندية تزداد بقوة—تعرف على المتطلبات الحاسمة لتحقيق الحلم