رياضيو غزة اليوم في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي واستهداف الهوية الفلسطينية

واصل الاحتلال الإسرائيلي استهداف الرياضيين الفلسطينيين، محاولاً بشتى الوسائل محو الهوية الوطنية الفلسطينية من خلال ضرب الرياضة التي تمثل ركيزة قوية في التعبير عن الانتماء الوطني والفخر الشعبي. استشهد العداء الفلسطيني علام عبد الله العمور بالقرب من مركز توزيع مساعدات في خانيونس، ضحية مباشرة لنيران الاحتلال، ما يوضح حجم التحدي الذي تواجهه الرياضة الفلسطينية في ظل هذه الاعتداءات المتواصلة.

الاستهداف المتعمد لرياضيي فلسطين وأثره على الهوية الوطنية

لم تسلم الرياضة الفلسطينية من بطش الاحتلال الذي حول ملاعب الفرح والأمل إلى ساحات مأساة وآلام، فالمئات من الرياضيين الفلسطينيين استشهدوا خلال المواجهات، ما يطرح تساؤلات حول صمت الهيئات الرياضية الدولية، وعلى رأسها اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، عن هذا العنف غير المبرر. يمثل هذا الاستهداف حملة ممنهجة تحاول القضاء على روح النضال الفلسطينية التي تجسدها الرياضة، مما يهدد مباشرة الهوية الوطنية الفلسطينية المعبرة عن طموحات وآمال المجتمع.

الرياضة الفلسطينية بين قصص الأبطال وتدمير المنشآت الرياضية

تروي قصة سليمان العبيد، المشهور بلقب “بيليه فلسطين”، حجم الألم الذي تتعرض له الرياضة الفلسطينية، حيث أصبح رمزاً حياً للمقاومة الرياضية في وجه الاحتلال. لم تقتصر الانتهاكات على استهداف الأفراد فقط، بل امتدت إلى تدمير المنشآت الرياضية بشكل ممنهج، حيث تعرضت نحو 300 منشأة للدمار الكامل والجزئي، من بينها ملاعب تم إنشاؤها بتمويل من الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”. كما أصبحت ملاعب تاريخية مثل اليرموك، فلسطين، ومحمد الدرة مواقع لإيواء النازحين، مما يعكس استراتيجية الاحتلال الرامية إلى إضعاف العمل الرياضي وتحطيم بنيته التحتية في فلسطين.

شهداء الرياضة الفلسطينية: بين الاغتيال والقصف المتواصل

شهدت الأشهر الأخيرة تزايداً في استشهاد الرياضيين الفلسطينيين الذين يمثلون كافة الألعاب الرياضية، من كرة القدم إلى الكاراتيه والمواي تاي، مؤكدين أن الاستهداف يشمل كل مكونات الرياضة الفلسطينية بلا استثناء. خلال يوليو فقط، استشهد 30 رياضياً، بينهم 11 في أسبوع واحد، في حين ارتقى 13 رياضياً في يونيو، منهم أسماء بارزة تعكس ثقل الخسارة في صفوف المجتمع الرياضي. يبرز هذا المشهد حجم الحصار الممنهج الذي يهدف إلى محو الرياضة الفلسطينية كجزء من مخطط أوسع لاستهداف الهوية الوطنية الفلسطينية، بدعم مباشر من بعض القوى الدولية، في ظل تجاهل دولي للوضع المأساوي الذي تشهده الأراضي الفلسطينية.

النشاط الرياضي عدد الشهداء في 2024 أبرز الشهداء
كرة القدم 15 علام عبد الله العمور، مصطفى ميط، أحمد علي صلاح
كرة اليد 5 عماد يوسف السمهوري
المواي تاي والكاراتيه 7 متنوعون
كرة الطائرة 3 غير محدد

تحليل استراتيجي لاستهداف الرياضة الفلسطينية ودوره في إثبات الهوية الوطنية

يمثل استهداف الرياضة الفلسطينية أداة استراتيجية تهدف إلى إضعاف روح المقاومة الوطنية، فمن خلال قتل الرياضيين وتدمير البنية التحتية الرياضية، يحاول الاحتلال محو أي مظهر يعزز من وحدة الفلسطينيين وتماسكهم في مواجهة العنف والإبادة التي يتعرضون لها. يرافق ذلك اعتقالات متكررة للرياضيين ونشاطات رياضية متوقفة، وسط دعم سياسي وعسكري من التحالف الدولي الذي يمول الاحتلال، مما يزيد من تعقيد المشهد وصعوبة المحافظة على الرياضة الفلسطينية حية وقوية كعلامة من علامات الصمود والهوية الوطنية.