تحتل مشاريع إنشاء محطتين جديدتين لتوليد الكهرباء في المملكة العربية السعودية أهمية كبيرة في تعزيز قطاع الطاقة، حيث يسهم المشروع في توفير قدرة كهربائية تصل إلى 3.6 جيجاواط باستخدام توربينات الغاز ذات الدورة المركبة المتطورة. تأتي هذه الخطوة في إطار التعاون المشترك بين شركة أبوظبي الوطنية للطاقة «طاقة» وشركائها «جيرا» اليابانية، و«البواني» المالية السعودية نحو تلبية الطلب المتزايد على الطاقة في المملكة.
تفاصيل مشروع إنشاء محطات توليد الكهرباء باستخدام توربينات الغاز ذات الدورة المركبة
تم الإعلان عن توقيع اتفاقيات لشراء الطاقة لمدة 25 عاماً لكل من محطة رماح 2 تحت اسم شركة رحاب الأول للطاقة، ومحطة النعيرية 2 التي تعمل تحت اسم شركة «نورس للطاقة»، حيث تم تنفيذ المشروع بنموذج البناء والتملك والتشغيل، ويشرف على ذلك وزارة الطاقة السعودية بالتعاون مع الشركة السعودية لشراء الطاقة. يعتمد المشروع على توربينات الغاز ذات الدورة المركبة عالية الكفاءة، والتي توفر إنتاجاً نظيفاً ومستداماً للطاقة؛ مما يسهم في تأمين الطلب المتنامي على الكهرباء خلال السنوات القادمة.
التمويل والشراكات في مشروع محطات الكهرباء باستخدام توربينات الغاز ذات الدورة المركبة
يتطلب مشروع إنشاء المحطتين استثماراً إجمالياً يقارب 4 مليارات دولار أمريكي (ما يعادل نحو 14.7 مليار درهم إماراتي)، وتم تأمين التمويل عبر تحالف مصرفي يضم مؤسسات إقليمية وعالمية، من بينها مصرف الراجحي، بنك الرياض، البنك السعودي الأول، والبنك الوطني السعودي، بالإضافة إلى مؤسسات بنكية إماراتية وصينية. تبلغ نسبة المديونية أكثر من 80% من إجمالي التمويل، مما يعكس ثقة عالية في القوة المالية والأسس التي يرتكز عليها المشروع. وتتوزع حصص ملكية شركات إنشاء المحطتين بين «طاقة» بنسبة 49%، و«جيرا» بنسبة 31%، و«البواني» بنسبة 20%، كما تتولى شركات متخصصة أعمال التشغيل والصيانة وفقاً لنفس نسب الحصص.
التقنيات الحديثة والآفاق البيئية لمشروع محطات الكهرباء باستخدام توربينات الغاز ذات الدورة المركبة
شهد المشروع اختيار شركة «سيمنز إنرجي» لتزويد المعدات الأساسية للمحطتين، حيث يتم تجهيز تلك المحطات بتوربينات الغاز ذات الدورة المركبة الأحدث والأكثر كفاءة، ومهيأة لمستقبل يمكن فيه تركيب تقنيات التقاط الكربون. تدعم هذه الخطوات أهداف وزارة الطاقة والمبادرات الوطنية مثل رؤية السعودية 2030 ومبادرة السعودية الخضراء، التي تهدف إلى الحياد الصفري للغازات الدفيئة بحلول عام 2060، عبر اتباع نهج الاقتصاد الدائري للكربون. كما منحت عقود الهندسة والمشتريات والإنشاء لشركات «هاربين إلكتريك إنترناشيونال ليميتد» ومجموعة «تايسيجو سيفيل إنجنييرنغ ليميتد» الصينية، مما يعزز جودة التنفيذ والالتزام بالمواصفات العالمية. يعكس هذا المشروع مدى التزام الشركات المشاركة بتحقيق نمو مستدام وإزالة الكربون، مما يدعم استراتيجية المملكة لتطوير مزيج الطاقة وتعزيز الاستقرار في سوق الكهرباء.
الشركة | نسبة الحصة | الدور |
---|---|---|
طاقة | 49% | المطور الرئيسي ومالك |
جيرا | 31% | شريك مالي وتقني |
البواني | 20% | شريك مالي |
يؤكد فريد العولقي، الرئيس التنفيذي لقطاع أعمال توليد الكهرباء وتحلية المياه في «طاقة»، أن إنجاز صفقة التمويل يمثل خطوة حيوية تعزز مكانة الشركة كشريك أساسي في مشاريع الطاقة ذات المستوى العالمي، ويبرز حرصهم على تقديم الحلول التي تلبي تطلعات النمو المستدام في المملكة. يتقدم تنفيذ المشروع وفق جدول زمني محدد مع إنجاز مراحل أولية مهمة، مما يضمن تسليم المحطتين بمواصفات متقدمة، تواكب الاحتياجات المستقبلية للطاقة في المنطقة.