هل الدعاء في المولد النبوي الشريف مستجاب اليوم؟.. فتوى العلماء الأخيرة 2025

يبحث المسلمون دائمًا عن إجابة سؤال هل الدعاء في المولد النبوي الشريف مستجاب بسبب مكانة هذا اليوم الفضيل وروحانيته العالية التي تدفعهم للتقرب إلى الله تعالى بطلب الرضا والكرم في هذه المناسبة العظيمة. المولد النبوي يمثل مناسبة تاريخية فريدة، ويثير الجدل بين العلماء حول مدى استجابة الدعاء في مثل هذا اليوم، مما يستوجب الوقوف عند أقوال العلماء وآرائهم المختلفة.

هل الدعاء في المولد النبوي الشريف مستجاب فعلاً؟

ينقسم علماء الدين حول مسألة استجابة الدعاء في المولد النبوي الشريف، فمجموعة منهم تؤكد أن النبي صلى الله عليه وسلم أو صحابته لم يخصّصا يوم مولده بأدعية خاصة مستندين إلى أن العبادات مبنية على التوقيف ولا يجوز إضافة شيء غير موثق، كما أن المولد جاء كنعمة عامة على البشرية، وقد جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم الاثنين: «فيه ولدت» للدلالة على فضل هذا اليوم وشكر الله عليه بصيامه. بالمقابل، يرى فريق آخر من العلماء أن استجابة الدعاء لا تقتصر على يوم بعينه؛ فالمسلم مدعو للدعاء في كل وقت ما دام يدعو بخير ويبتغي وجه الله، ويبتعد عن المعاصي وقطيعة الرحم، مؤكدين أن تحري الحلال في المأكل والمشرب والملبس، من شروط قبول الدعاء وبقائه مستجابًا. كما أن صيام يوم المولد النبوي، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، يجعل الدعاء في هذا اليوم ذا فرصة أكبر للقبول، خاصة إن كان الصائم مخلصًا في نيته لله تعالى.

شروط تحقق استجابة الدعاء في يوم المولد النبوي الشريف

لكي يكون الدعاء في المولد النبوي الشريف مستجابًا، يجب الالتزام بالشروط التي وردت في السنة النبوية، ومنها أن يبدأ المسلم دعاءه بتمجيد الله تعالى والثناء عليه، ثم الصلاة والسلام على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبعد ذلك يطلب حاجته، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: «إذا صلى أحدكم فليبدأ بتمجيد ربه جل وعز، والثناء عليه، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو بما شاء». هذا الترتيب يُعد من آداب الدعاء الذي يرفع فرص قبوله، وينمّق العلاقة بين العبد وربه، لا سيما في مناسبة عظيمة كمولد النبي الكريم، يجب أن يصحبها صفاء القلب والتوجه الصادق.

الأوقات المباركة التي يُرجى فيها استجابة الدعاء

هناك أوقات محددة في اليوم والليلة يُؤكد العلماء فيها استجابة الدعاء بصورة أكبر، وإذا أُديل الدعاء في هذه الأوقات أثناء عيد المولد النبوي، يكون لذلك أثر إيجابي عظيم، ومن أشهر هذه الأوقات:

  • الثلث الأخير من الليل، حيث ينزل الله سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا ويقول: «هل من سائل فأعطيه، هل من داع فأستجيب له».
  • أثناء السجود في الصلاة، فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالإكثار من الدعاء في هذه الحالة مؤكداً: «أما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يُستجاب لكم».
  • ساعة محددة يوم الجمعة، حينما يُرجى استجابة الدعاء ويغفر الله فيها الذنوب، وتُعطى الحوائج بإذن الله تعالى.

بالجمع بين فضل يوم المولد النبوي الشريف، والحرص على استيفاء شروط الدعاء المستجاب، والاهتمام بالأوقات التي وردت فيها نصوص نبوية، يكون المؤمن أكثر قربًا من استجابة دعائه وبركة هذا اليوم العظيم. استمرار التحلي بالأخلاق الإسلامية والاجتهاد في العبادة من عوامل تحقيق الأمنيات ورفع الدعاء في كل وقت وأي مكان.