إقالة القاسم في 13 سبتمبر 2025: قرار متأخر واتهامات تطال المسحل في تقارير كووورة

إقالة إبراهيم القاسم من أمانة الاتحاد السعودي لكرة القدم أثارت جدلًا واسعًا حول مدى تأثير هذه الخطوة في إصلاح أوضاع اتحاد الكرة، ففي ظل الضغوط التي تلت بطولة كأس السوبر السعودي الأخيرة، برزت الحاجة الماسة لمعالجة الأخطاء التنظيمية التي رافقت المنافسة على وجه السرعة.

ردود الفعل على إقالة إبراهيم القاسم وتأثيرها على مستقبل الاتحاد السعودي لكرة القدم

قرار إقالة إبراهيم القاسم جاء استجابة لتوجيهات وزير الرياضة الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، بهدف تصحيح المسار وتنفيذ الإجراءات القانونية اللازمة التي تحافظ على استقرار المسابقات وحقوق كل الأطراف، خاصة بعد الأحداث المثيرة في كأس السوبر السعودي التي شهدت نهايات مثيرة مع تتويج الأهلي على حساب النصر بركلات الترجيح؛ إلا أن إقالة القاسم فقط لم تكن كافية لعشاق اللعبة، إذ أبدى كثيرون استغرابهم من محدودية هذا الإجراء مقارنة بحجم الإخفاقات. في الوسط الجماهيري والإعلامي، تكررت الدعوات إلى إعادة هيكلة مفصلة تشمل كل مفاصل الاتحاد، مع الامتناع عن تحميل المسؤولية لشخص واحد فقط، خصوصًا في ظل التساؤلات عن دور جهات أخرى داخل الاتحاد كانت قد أغفلت أو تغاضت عن مكامن الخلل.

تقييم الجماهير والإعلاميين لخطة تصحيح الأخطاء داخل الاتحاد بعد إقالة إبراهيم القاسم

من أبرز المواقف التي عبرت عن استياء الجمهور ما جاء على لسان فياض الشمري الذي وصف التحرك بأنه ضعيف، مؤكدًا أن الغربلة يجب أن تشمل عناصر أكثر داخل الإدارة، وليس فقط الأمين العام ؛ أما خلف ملفي فقد استفسر عما إذا كانت الإقالة ستتم لولا تدخل وزير الرياضة، معبرًا عن شكوك حول الاعتراف بالتقصير الإداري الكبير. في السياق نفسه، حمود القحطاني سلط الضوء على الفجوات التي شابت التنظيم، وبيّن أن الهلال كان له دور سلبي خلال بطولة السوبر ما أثر على هيئة الاتحاد. وأثارت قضية احتجاج نادي القادسية على مشاركة الأهلي في نصف النهائي موقفًا آخر، إذ أشار دباس المشاري إلى ضرورة إحقاق الحقوق لجميع الأندية المتضررة دون تأخير أو إهمال. أوضح المعلقون أيضًا أن إقالة إبراهيم القاسم لا تمثل الحل النهائي، خصوصًا مع وجود شكوك حول انحيازاته لنادي الهلال، وهو ما يجب معالجته عبر تأسيس اتحاد جديد يعكس العدالة بين الأندية.

تداعيات إقالة إبراهيم القاسم على الهيكل الإداري ومستقبل اتحاد كرة القدم السعودي

منذ أكتوبر 2018، كان إبراهيم القاسم يشغل منصب الأمين العام للاتحاد السعودي لكرة القدم دون أن يظهر إنجازات بارزة أو إصلاحات جذرية، ما جعل كثيرين يرون أن بقائه لفترة طويلة تسبب في تعطيل مسيرة الاتحاد. سليمان الشريف أشاد بضرورة إعادة النظر في قيادة الاتحاد الحالية، مقترحًا حل الاتحاد بالكامل وتشكيل مجلس جديد أكثر احترافية، يضمن شفافية وحيادية في التعامل مع قضايا الأندية ويطبق عقوبات صارمة على المخالفين. عبد العزيز العمر أعاد فتح ملف رئيس الاتحاد السابق وأشار إلى أنه كان من الأولى إقالته قبل أمين الاتحاد، مستغربًا استمرار غيابه عن المساءلة رغم الأزمات المتكررة. أما عدنان جستنيه فقد ركز على أهمية شرعية الإجراءات والقرارات التي اتخذت خلال بطولة السوبر وكيف أثرت على نتائجها، مؤكدًا أن المسؤوليات مشتركة بين عدة جهات وليست مقصورة على فرد واحد. بموازاة ذلك، وجه ناصر الهملان ومتابعون آخرون دعوات محددة لإدارة النصر والقادسية بالتوجه إلى مركز التحكيم الرياضي لإعادة النظر في نتائج النهائي، ما يؤكد أن الأزمة أكبر من مجرد إقالة الموظفين وتحتاج شفافية كاملة.

إن إقالة إبراهيم القاسم توضح رغبة واضحة لدى القيادة الرياضية في تغيير الواقع الكروي إلا أن الخطوة وحدها لا تكفي لتعويض السنوات التي شهدت فيها إدارة اتحاد القدم تحديات كبيرة خلقت حالة من الاستياء الواسع داخل أوساط الجماهير والأندية؛ ويستمر الجمهور في مطالبة الجهات المسؤولة بتعزيز شفافية العمل وتوفير بيئة تنافسية عادلة تحافظ على سمعة الكرة السعودية وتعيد الثقة للجميع.