490 مليون طن ليثيوم.. الصين تعلن اكتشاف أكبر احتياطي لعام 2025

أعلنت الصين اكتشافًا ضخمًا في إقليم هونان يقدّر بحوالي 490 مليون طن من الخام المعدني، ما يعادل أكثر من 1.3 مليون طن من أكسيد الليثيوم القابل للاستخراج، ليشكل هذا الاكتشاف حدثًا تاريخيًا في صناعة الليثيوم عالمياً ويعزز مكانة بكين في سباق المعادن الحيوية للطاقة النظيفة. هذا الكشف يأتي في ظل ارتفاع الطلب العالمي على الليثيوم، الذي يمثل القاعدة الأساسية لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية والأجهزة الحديثة.

أهمية اكتشاف رواسب الليثيوم في إقليم هونان وتأثيره على السوق العالمي

يشكل الاكتشاف في منطقة جيجياوشان بمدينة لين وو ثورة في مصادر الليثيوم، إذ تأتي رواسب الجرانيت المعدّل مختلفة عن المصادر المعتادة مثل البحيرات المالحة في أمريكا الجنوبية، وتحتوي على معادن ثانوية هامة كالروبيديوم والتنغستن والقصدير والنيوبليوم والتانتالوم، وهي مواد نادرة ذات قيمة صناعية عالية؛ ما يزيد من أهمية هذا الاحتياطي للصين، ويعزز مركزها كمورد أساسي يمكنه التأثير في استقرار الأسعار العالمية وتوفير الإمدادات الاستراتيجية.

التقنيات الحديثة ودور الخبراء في الكشف عن هذا المورد الضخم للليثيوم

قاد الجيولوجي شو ييمينغ وفريقه في معهد مسح الموارد المعدنية بهونان جهود التنقيب باستخدام تقنيات حفر متطورة ونمذجة جيولوجية دقيقة، ما مكّن من تحديد التكوينات المعدنية بدقة عالية؛ وتبيّن أن المنطقة أكثر غنى مما كان متوقعًا سابقًا، ما يجعل هذا الاكتشاف من بين الأهم في تاريخ التعدين المعدني الحديث داخل الصين، ويبرز دور الخبرات المحلية في دفع عجلة التنمية في مشاريع المعادن النادرة.

كيف يعيد اكتشاف الليثيوم في هونان تشكيل مستقبل صناعة البطاريات والطاقة النظيفة؟

يكتسب احتياطي الليثيوم الصيني الجديد أهمية استراتيجية مع تسارع الجهود العالمية للتحول إلى الطاقة المستدامة، إذ يعد الليثيوم العنصر الرئيسي في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية، والتي تلعب دورًا محوريًا في تقليل الانبعاثات العالمية، ويمنح هذا الاكتشاف الصين قدرة أكبر على تقليل الاعتماد على واردات الليثيوم من الخارج مثل أستراليا وتشيلي، كما يمكنه أن يساهم في خفض تكاليف الإنتاج، ويزيد من قدرة الشركات الكبرى على ضمان استقرار سلاسل التوريد في الأعوام القادمة.

يشير هذا الاكتشاف إلى تحول كبير في خريطة إنتاج الليثيوم عالميًا، إذ من المتوقع أن يدفع الصين إلى موقع أكثر قوة وتأثيرًا في صناعة البطاريات، مع ضرورة تجاوز العقبات التقنية المرتبطة باستخراج الليثيوم من صخور الجرانيت؛ وهذا يتطلب استثمارات مكثفة وتطوير تقنيات التعدين. وبفضل خبراتها المتنامية والبنية التحتية المتطورة، تستطيع بكين استثمار هذه الثروة المعدنية في استراتيجية طويلة الأمد تعزز مكانتها كقوة رئيسية في سوق الطاقة النظيفة.