الذهب يحقق أعلى ارتفاعات عالمية اليوم بانتظار قرار خفض الفائدة الأمريكية

واصلت أسعار الذهب العالمية تسجيل مستويات قياسية وسط توقعات متزايدة بخفض الفائدة الأمريكية خلال الشهر الجاري، مما يعزز مكانة الذهب كأحد أهم الأصول الملاذ الآمن في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية.

تطورات سعر الذهب عالميًا وسط توقعات خفض الفائدة الأمريكية

شهد سعر الذهب عالميًا ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.1% مسجّلًا 3,536.58 دولارًا للأونصة، بعد أن بلغ ذروة جديدة عند 3,546.99 دولارًا في وقت سابق من الجلسة، في حين ارتفعت عقود الذهب الأمريكية الآجلة لشهر ديسمبر بنسبة 0.3% لتصل إلى 3,602.40 دولارًا للأونصة؛ وقد جاء هذا الارتفاع مدعومًا بزيادة حالة عدم اليقين في الأسواق وتصاعد مخاوف التوترات التجارية، خاصة بعد إعلان إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن سعيها لتسريع قرار المحكمة العليا في قضية الرسوم الجمركية التي ألغتها محكمة الاستئناف الأسبوع الماضي، ما أضاف ضغوطًا إضافية على الأسواق وزاد من توجه المستثمرين إلى الذهب عالميًا كخيار أمن.

الذهب كملاذ آمن خلال الضغوط الاقتصادية وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية

تُظهر تحليلات الخبراء أن الضغوط التي يمارسها ترامب على الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تهدد استقلالية البنك المركزي، مما يزيد الطلب على الذهب عالميًا كملاذ آمن في مواجهة هذه التقلبات؛ إذ تشير الأسواق إلى تسعير احتمال بنسبة 92% لخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس عند اجتماع السياسة النقدية المقرر يوم 17 سبتمبر الجاري، مما يدعم ارتفاع أسعار الذهب؛ هذا إلى جانب ارتفاع حيازات صندوق SPDR Gold Trust، أكبر صندوق مؤشرات مدعوم بالذهب عالميًا، بنسبة 1.32% إلى 990.56 طنًا يوم الثلاثاء، وهو أعلى مستوى مقارنة بأغسطس 2022، مما يعكس ثقة المستثمرين المتزايدة بالذهب في ظل هذه الظروف.

أداء المعادن النفيسة الأخرى وتأثير توقعات الفائدة الأمريكية على السوق

على الرغم من الصعود المستمر للذهب عالميًا، شهدت المعادن النفيسة الأخرى تحركات متباينة؛ إذ انخفضت الفضة الفورية بنسبة 0.1% لتصل إلى 40.84 دولارًا للأونصة بعد تسجيلها أعلى سعر منذ عام 2011 في الجلسة السابقة، بينما هبط سعر البلاتين بنسبة 0.6% بوصوله إلى 1,395.03 دولارًا، وتراجع البلاديوم بنسبة 0.4% محققًا 1,129.58 دولارًا للأونصة؛ وتجدر الإشارة إلى أن هذه التحركات تعكس حساسية المعادن المختلفة لتغيرات السياسة النقدية الأمريكية والضغوط الجيوسياسية، التي تؤثر بدورها على توجهات المستثمرين نحو تصنيف الأصول وفقًا لمخاطرها.