استمتع بطعم الجبال والغابات الطازجة عند سفح جبل لانغ بيانغ الآن

وصلنا إلى سفح جبل لانج بيانج، حيث تقع قرى دانج جيا، وبون دونج، وبنوه، التي كانت سابقًا ضمن منطقة لاك دونج بمقاطعة لام دونج، وتم تصنيفها حديثًا كمناطق تابعة لانج بيانج – دا لات؛ وكانت لنا فرصة المشاركة في مهرجان لانج بيانج للطهي والنبيذ، حيث تشبّعنا برائحة النبيذ المخمّر، وأصوات الدخان المنبعث من موقد الفحم الذي يحوي نكهات الأطباق الريفية والمنتجات الجبلية المشوية، فانتشرت رائحة الأرز اللزج، واللحوم المشوية، والسمك، والباذنجان المر المطبوخ بجلد الجاموس لتملأ الأجواء.

ثقافة الطهي التقليدي لشعب كو هو وأسرار نكهة الأطعمة الجبلية

عاش شعب كو هو لقرون وسط بيئة جبلية وغابات كثيفة، مما دفعهم للبحث عن مكونات طعام طبيعية من الغابة وحدائقهم الخاصة لإعداد الأطباق، معتمدين على وصفات متوارثة عبر الأجيال، حيث يجمعون توابل ومكونات الغابة ليخلقوا نكهات فريدة لا تجدها في أماكن أخرى؛ وعبر السيدة ثا ري تعرفنا على بعض هذه الأطباق مثل سمك النهر المشوي وسلطة السرخس التي تُقطَف مباشرة من الغابة، ويعود ذلك إلى اعتمادهم الكلي على المصادر الطبيعية، فاحتفاظ قرويي كو هو بهذا التراث الطهوي هو جزء لا يتجزأ من هويتهم.

يُعد سمك النهر المشوي طبقًا أساسيًا في وجباتهم، حيث يشوى السمك كاملاً على الفحم بحرارة متوسطة لضمان نضجه بشكل متساوٍ ونكهته المميزة التي تعتبر جزءًا من مائدة العائلة.

الأرز اللزج بالكستناء والمكونات البرية في أطباق شعب كو هو التقليدية

بالقرب من مطبخ السيدة ثا ري، شاهدنا السيد رو أونغ ميل وهو يُحضّر الأرز اللزج بالكستناء البرية، الذي يعطي للأرز رائحة غنية ومذاقًا حلو الملمس، مما يميز هذا الطبق عن غيره من أطباق الأرز اللزج التي تعودوا عليها؛ وتتنوع أطباق شعب كو هو لتشمل مكونات من حقولهم وغاباتهم مثل براعم الروطان المشوية وأوراق التنبول البرية التي لا يَجرؤ سوى ذوو الخبرة على قطفها لتجنب الأوراق السامة، حيث تستخدم هذه الأوراق في العديد من الوصفات، كعصيدة العظام، أو الطبخ في أنابيب الخيزران.

يمكن استخدام الأوراق القديمة بعد تقطيعها للطهي أو تجفيفها لفترات طويلة، وغالبًا ما يُطحن البعض منها ليُخلط مع الأرز للحصول على قوام كثيف ونكهة مميزة خاصة عند التناول مع الأسماك والروبيان من الأنهار، كما أفاد السيد ميل.

طبق القرع المر المطبوخ بجلد الجاموس وحكايات نبيذ أرز لانج بيانج

يُعتبر القرع المر المطبوخ بجلد الجاموس من الأطباق التقليدية لشعب كو هو عند سفح جبل لانج بيانج، ويرتبط بتحضيراته مناسبات عائلية وقروية هامة، إضافة إلى ضيافة الضيوف المميزين، وذكرت شخصية الثقافة الموسيقية والباحث وشيخ القرية كراجان بلين أن الطريقة معقدة وتتطلب جهدًا مضنيًا، حيث يُجفف جلد الجاموس مع شعره، ثم يُحرق بموقد الحطب حتى يصبح أسود اللون، وبعدها تُكشط الأجزاء المحروقة ويُقطع الجلد إلى قطع صغيرة للحفاظ على النكهة.

ينقع جلد الجاموس في ماء مفلتر طوال الليل بعد المعالجة، ثم يُطهى مع القرع المر وطبق الباذنجان الطري والفلفل الحار حتى تصبح قشورها ناعمة، وهذا الطبق يمزج بين الطعم المر والحلو ويمنح إحساسًا منعشًا صعب نسيانه، كما جربته عند زيارة عدة مواسم للمهرجان.

في جبال لانج بيانج، ترتبط المناسبات الاجتماعية دائمًا بنبيذ الأرز الذي يصنعه نساء القبائل ماهرات، حيث يُعد نبيذ الأرز مميزًا بسبب استخدام أرز المرتفعات وخميرة الغابة التي تضفي عليه رائحة عطرة وطعمًا منعشاً عميقًا، كما أن صناعة غطاء جرة النبيذ تتطلب مزيجًا من الرماد والماء ويُنتج النبيذ رائحة تعبق في كل أرجاء البيت الطويل، مما يجعله أكثر من مجرد مشروب؛ إنه روح التضامن والجذور بين الناس.

مكونات الأثر على النكهة والتراث
أرز المرتفعات يمنح القاعدة الأساسية بنكهة طبيعية مميزة
خميرة الغابة تضفي رائحة عطرية خاصة تجعله مختلفًا عن الأنواع الأخرى
غطاء الجرة من الرماد والماء تحافظ على نضارة وطعم النبيذ مع مرور الوقت

نادراً ما تُكتب وصفات الأطباق التقليدية لشعب كو هو، حيث يعتمدون على خبراتهم وإبداعاتهم، ولهذا تختلف النكهات حسب مهارة الطهاة، ومع ذلك تحولت هذه الأطباق إلى ثقافة طهي محببة للسياح في لانج بيانج، حيث تسعى السلطات المحلية لتعزيز السياحة التي تحافظ على الهوية الثقافية وتبرز جمال الطبيعة مع تقديم تجربة فريدة لتذوق مكونات الغابات والجبال، مما يقوي العلاقة بين الناس، ويرسّخ قيمة التراث الحي للقبائل في المنطقة.