الذهب يرتفع بقوة اليوم مع تصاعد تأثيرات الاقتصاد الأمريكي في 2025

الانتعاش الأخير لأسعار الذهب يتخطى مجرد تقلبات السوق ويكشف عمق تأثير الهجوم على مجلس الاحتياطي الفيدرالي، فما هي دوافع هذا الارتفاع المرتبط بمخاطر الاقتصاد الأمريكي؟

كيف يُفسر ارتفاع أسعار الذهب ودوره في مواجهة مخاطر الاقتصاد الأمريكي؟

شهد الذهب ارتفاعًا حادًا تجاوز سعر الأونصة فيه 3,500 دولار، وهو رقم يعكس بشكل واضح يقظة هذا الأصل أمام التحديات الاقتصادية الراهنة؛ خصوصًا في ظل استمرار انخفاض الدولار وتأثير ذلك على الأسواق العالمية. إن الارتفاع الأخير يُبرز قدرة الذهب على الاستجابة لحملة إدارة ترامب على مجلس الاحتياطي الفيدرالي، حيث يعكس ضعف الدولار المخاوف من هشاشة القوة المالية والمؤسسية للولايات المتحدة، مما يجعل الذهب ملاذًا آمنًا في مواجهة هذه التحديات المتزايدة.

تأثير فئات المستثمرين وتغير اتجاهات الطلب على الذهب وأسهم شركات التعدين

يركز التحليل الحديث على فئتين من المشترين: الأولى «المشترين عن قناعة» الذين يشترون الذهب بغض النظر عن الأسعار، ويتضمنون صناديق المؤشرات المتداولة والبنوك المركزية والمضاربين، وهم الذين يحددون اتجاهات السوق الحقيقية. أما الفئة الثانية فهي «المشترين الانتهازيون» الذين يدخلون السوق عند انخفاض الأسعار ويخرجون عند ارتفاعها، ما يجعلهم مجرد عوامل داعمة لاستقرار الأسعار وليس قادة للسوق. مع صعود أسعار الذهب، اجتذبت أسهم شركات التعدين اهتمام المستثمرين، إذ تعكس الآن توقعات باستمرار ارتفاع أسعار الذهب على المدى الطويل، خصوصًا أن زيادة الإنتاج تستغرق وقتًا طويلًا ولا تلائم المستثمرين الباحثين عن مكاسب قصيرة الأجل.

الانحدار في منحنى العائد ودور الذهب كأصل للتحوط أمام المخاطر الاقتصادية والسياسية

تُفسر ظاهرة قفزة الذهب الأخيرة عبر «انحدار منحنى العائد»؛ إذ تراجعت أسعار الفائدة قصيرة الأجل مما قلّل تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب مقارنة بالنقد، في حين ظلت أسعار الفائدة طويلة الأجل مرتفعة بسبب المخاوف من التضخم، مما عزز جاذبية الذهب. ويُعد الذهب أكثر حساسية للمخاطر المرتبطة بالسياسات المالية والنقدية مقارنةً بالأصول الكبرى مثل الأسهم والسندات، إذ يرسل إنذارًا مبكرًا حول ديون الولايات المتحدة وهشاشة الدولار، وهي مؤشرات لا تتمتع بها الأصول الأخرى. وفي ظل الهجوم السياسي على الاحتياطي الفيدرالي، تتجه البنوك المركزية نحو تنويع احتياطياتها بعيدًا عن الدولار، مما يزيد الطلب على الذهب ويعزز دوره كملاذ آمن في مواجهة مخاطر «البنك المركزي الأسير».