الأوقاف تكشف موضوع خطبة الجمعة اليوم 5 سبتمبر 2025 «مولد الهادي البشير»

بدأت وزارة الأوقاف حديثها عن موضوع خطبة الجمعة 5 سبتمبر 2025 بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف 2025، تحت عنوان «مولد الهادي البشير صلى الله عليه وسلم»، مؤكدة أهمية تجديد السيرة العطرة للنبي محمد، وإبراز الأبعاد الروحية والاجتماعية والإنسانية لهذا الحدث العظيم الذي يمثل محطة فارقة في تاريخ البشرية.

أهمية الحديث عن مولد الهادي البشير وتجديد السيرة العطرة للنبي محمد

الحمد لله الذي أنار الكون بطلعة خير البرية وقمر الهداية ومصباح الرحمة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، الذي اختصه الله بالحفظ والرعاية ورفع مقداره فوق كل مقام، وشرّف أمته بين الأمم السابقة، كما جاء في قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بالله}، فمقدار شرف الأوقات مرتبط بتجلّي عطايا الله فيها، وأعظمها هي لحظة مولد الهادي البشير، حين أشرق نور الهداية وظهرت درّة البشر، ولا عجب أن يحتفل المسلمون بمولده ويتصدقون ويقرأون سيرته، حيث تتجلى البركة والعطاء فيه.

تفصيل نص خطبة الجمعة: تجليات مولد الهادي البشير ودوره في هداية البشرية

ذلك اليوم الذي ولد فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يومًا حافلًا بالنور والبركات، إذ أشرقت شمس النبوة التي ملأت الوجود صفاءً ونقاءً، وكست الأرض بهاءً وجمالًا، وهو رسول أرسله الله رحمة للعالمين، كما قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}. في هذه المناسبة العظيمة، نتذكر أنه رمز الهداية ومصدر الفضائل، صاحب المقام المحمود والشفيع يوم القيامة، الذي بعثه الله مجددًا لميثاق الأرض مع السماء، وأضاء الدنيا بنوره ورحمته، وجسد في شخصه الخاتم روح الرسالة السماوية، كما وصف نفسه قائلاً: «أنا اللَّبِنَة، وأنا خاتمُ النَّبيِّينَ».

دور التعلم من السيرة وتطبيق محبة مولد الهادي البشير في حياتنا اليومية

إن الاستزادة من سيرة النبي محمد تمثل نهجًا لإحياء القلوب، ونورًا للنفوس، فمن سيرته يتعلم الإنسان العطاء والكرم والصدق والأمانة، فهو صاحب خلق كريم وروح سامية تلهمنا السلوك الحسن، وأجود الناس وألينهم؛ يتواضع قائلًا: «أنا سيد ولد آدم ولا فخر»، وهذا ما يجب أن نعلمه لأولادنا، وأن نعطر مجالسنا بذكر سيرته، لأن الروح التي تسري باسم النبي تملأ القلوب طمأنينة، وتبعث في الأرواح السعادة. علينا أن ننشر نور النبوة ونعمّم إحسانها على الناس، وأن نجعل أيام المولد مناسبة لتعزيز السلام والرحمة واللين، ونجتهد في صلة الأرحام، ونمد يد العون للمحتاجين، لأن ذلك يعكس حقيقة المحبة لمولد الهادي البشير ويظهر أثرها في تحسين حياتنا ومجتمعاتنا.

إن الاحتفال بمولد الهادي البشير يعكس الامتنان لله على نعمة إرسال رسول كريم يحمل في طيات سيرته معاني عظيمة، تجعل من ذكره واتباعه منارة تهدي النفوس وتبدد الظلام، فنسعى جميعًا إلى تجديد العهد معه، ونشر قيم السلام والرحمة والصلاح في حياتنا، مما يجعل هذه الذكرى مناسبة حية تتجدد في النفوس ولا تنطفئ نورًا أبدًا.