تباين أسواق الخليج اليوم مع استمرار القلق من سياسات المركزي الأمريكي

شهدت أسواق الأسهم في الخليج تحركات متفاوتة مع استمرار القلق بشأن سياسات البنك المركزي الأمريكي، إذ سجلت بعض الأسواق تراجعًا ملحوظًا في حين استطاعت أخرى المحافظة على مستوياتها أو تحقيق انتعاش نسبي، ما يعكس المخاوف المتزايدة حيال مستقبل السياسة النقدية الأمريكية وتأثيرها على المنطقة.

تأثير القلق على استقرار أسواق الخليج وسط سياسات البنك المركزي الأمريكي

تصاعدت المخاوف بعد المحاولة المثيرة للجدل التي شهدها البيت الأبيض بإقالة حاكمة الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك، ما عزز الشكوك حول قدرة الإدارة الأمريكية على الحفاظ على استقلالية البنك المركزي، وهذا ما تسبب بضغوط إضافية على أسواق المال العالمية والخليجية على وجه الخصوص؛ إذ أثرت هذه الأجواء سلبًا على ثقة المستثمرين وأدت إلى تقلبات ملحوظة في بورصات المنطقة.

تأثير قرارات البنك المركزي الأمريكي على اقتصاد الخليج وربط العملات بالدولار

تمثل قرارات الاحتياطي الفيدرالي مؤثرًا مباشرًا على اقتصادات دول الخليج، والتي يعتمد معظمها على ربط عملاتها بالدولار الأمريكي؛ إذ يلعب هذا الربط دورًا محوريًا في استقرار الاقتصاد المحلي. لكن الاعتماد الكبير على الدولار يجعل هذه الاقتصادات عرضة لتقلبات السياسة النقدية الأمريكية وتغييرات أسعار الفائدة، مما يستوجب من الحكومات الخليجية إعادة النظر في استراتيجياتها المالية لتعزيز استقلالية قراراتها النقدية مستقبلاً، عبر تنويع قواعد الربط أو تعزيز أدوات التحكم المالي.

تحركات أسعار النفط ومؤشرات الأسهم الخليجية في ظل التوترات الاقتصادية العالمية

شهدت أسعار النفط تراجعًا تدرجيًا ثم انتعاشًا طفيفًا؛ حيث ارتفع خام برنت إلى 67.32 دولارًا للبرميل، فيما بلغ خام غرب تكساس الوسيط 63.33 دولارًا، بعد هبوط تجاوز 2% في تداولات سابقة. جاء ذلك متزامنًا مع خفض غير متوقع في مخزونات النفط الأمريكية وفق تقرير قطاعي، بالإضافة إلى فرض رسوم جمركية جديدة على الواردات الهندية من قبل الولايات المتحدة، ما أثر على أسواق النفط بشكل مؤقت. ومن ناحية المؤشرات الرئيسية في الخليج:

  • انخفض مؤشر “تداول” السعودي بنسبة 0.6%، مع تراجع سهم مصرف الراجحي 1% والبنك الأهلي السعودي 2.8%.
  • شهد مؤشر قطر هبوطًا بنسبة 0.6%، بانخفاض سهم بنك قطر الإسلامي 1.6%.
  • حققت مؤشرات دبي ارتفاعًا بنسبة 0.3%، مدعومة بصعود سهم إعمار العقارية 1%، فيما سجلت أبوظبي ارتفاعًا معتدلاً 0.2%.
  • شهدت أسواق البحرين والكويت وعُمان تحركات طفيفة ضمن الإطار العام المتقلب.

على جانب آخر، ارتفع مؤشر الأسهم القيادية في مصر بنسبة 0.9%، مدفوعًا بارتفاع سهم شركة إيسترن كومباني للصناعة التبغية بنسبة 4.1%. يتجه تركيز المستثمرين لفترة قادمة إلى متابعة مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE)، المؤشر التضخمي المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي، والذي قد يوجه توجهات السياسة النقدية نحو خفض محتمل في أسعار الفائدة خلال سبتمبر، حيث تتوقع الأسواق حدوث هذا التغير بنسبة 87%.

يمثل ربط عملات الخليج بالدولار ميزات واضحة في توفير استقرار نقدي وتسهيل التجارة، لكنه في الوقت نفسه يضع هذه الاقتصادات في موقف يعتمد بشدة على قرارات الفيدرالي الأمريكي؛ مما يدعو إلى ضرورة تكيف السياسات المالية الخليجية لتقليل التأثر بهذه المخاطر عبر تطوير أدوات تحوط مالية وتنويع استراتيجيات الربط النقدي لتعزيز النمو المستدام وصنع قرارات نقدية أكثر استقلالية في المستقبل.