“روبلوكس” بين المتعة والخطر.. كيف واجهت السعودية تهديدات الألعاب الإلكترونية لحماية أطفالها؟

تعتبر منصة “روبلوكس” للألعاب التفاعلية من أكثر الألعاب انتشارًا بين الأطفال والمراهقين في السعودية، لما توفره من إمكانية إنشاء عوالم افتراضية وتجربة ألعاب صممها مستخدمون آخرون، غير أن هذه الشعبية الكبيرة تحمل معها تحديات ومخاطر حقيقية، إذ تتعرض العديد من الأطفال لمضايقات ومخاطر، بما في ذلك استغلال المفترسين لهم عبر الدردشة أو تقديم عروض وهمية، ما دفع الجهات المختصة في المملكة لاتخاذ خطوات حماية فاعلة.

مخاطر الألعاب على منصة “روبلوكس” للأطفال

تنتشر منصة “روبلوكس” يوميًا في مئات الآلاف من المنازل عبر الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والبلايستيشن، حيث يتعرض الأطفال والمراهقون لمخاطر متعددة؛ تشمل التحرش الجنسي واللفظي، والاستغلال المالي، إضافة إلى تعرضهم لأشخاص يدّعون الطفولة لاستدراج الضحايا، وقد سجلت بلاغات عدة على مستوى العالم، منها حوادث ابتزاز باستخدام عملة “روبوكس” داخل اللعبة، ما يعكس ضرورة وعي الأهل والمشرفين.

المفترسون وأسلوب استهداف الأطفال في “روبلوكس”

يعتمد المفترسون على إنشاء حسابات مزيفة على منصة “روبلوكس”، ليظهروا في البداية كأصدقاء لعب، ثم يكسبوا ثقة الطفل تدريجيًا عبر المحادثات والهدايا داخل اللعبة، مثل منح “روبوكس”، قبل طلب معلومات شخصية أو صور، وقد يحاولون نقل التواصل إلى تطبيقات أخرى مثل واتساب أو إنستجرام، وتُظهر التقارير الأمريكية أن هناك أكثر من 300 حادثة تحت المراجعة القانونية، تُتهم فيها المنصة بتسهيل استغلال الأطفال والإهمال في حماية المستخدمين الصغار.

الاستجابة السعودية لحماية الأطفال على “روبلوكس”

لقد أدركت المملكة العربية السعودية حجم المخاطر المحتملة على الأطفال والمراهقين عبر منصة “روبلوكس”، فبادرت الهيئة العامة لتنظيم الإعلام لاتخاذ إجراءات وقائية صارمة؛ تضمنت:

  • حجب أكثر من 300 ألف لعبة ضمن فئة “ألعاب التجمعات الاجتماعية” داخل المملكة.
  • إيقاف ميزات التواصل والدردشة داخل الألعاب مؤقتًا لجميع المستخدمين في السعودية.
  • استثمار الشركة في تقنيات الذكاء الاصطناعي والمشرفين المحليين الناطقين بالعربية لمراجعة المحتوى والإشراف عليه.

تهدف هذه الخطوات إلى توفير بيئة رقمية آمنة تمكن الأطفال من الاستمتاع بالألعاب التعليمية والإبداعية دون التعرض لمخاطر المفترسين، كما تعزز تطوير مهارات الابتكار وإدارة المحتوى الرقمي بشكل آمن.

منصة “روبلوكس” تبقى خيارًا محببًا للأطفال، لكن الوعي الأسري والتدابير التنظيمية في السعودية تشكل الدرع الواقية لهم، ما يجعل تجربة اللعب ممتعة وآمنة في آن واحد، ويؤكد على أهمية التعاون بين الأهل والهيئات الرسمية لضمان حماية الأجيال القادمة من المخاطر الرقمية المحتملة.