الأيام الأخيرة.. مسلسل سوري جديد يعيد تقديم تفاصيل سقوط نظام الأسد السابق بشكل مشوق

يقدم مسلسل عيلة الملك رؤية درامية اجتماعية مميزة تركز على الأيام الأخيرة لنظام الأسد، ليجسد تفاصيل الحياة في دمشق قبل سقوط النظام بأسلوب سردي جديد وجذاب، حيث يفتتح العمل بمشهد “ليلة التحرير” الذي يصور انفجارات وإطلاق نار في حي القزاز، مما يمهد لسرد قصة الأحياء الشعبية والأوساط المترفة في العاصمة خلال تلك الحقبة الحاسمة.

تطورات درامية اجتماعية في مسلسل عيلة الملك قبل سقوط نظام الأسد

يسلط مسلسل عيلة الملك الضوء على واقع فرض الأتاوات على التجار من قبل جهات أمنية متنفذة، ويعكس صورة نابضة للبيئة الاجتماعية والاقتصادية في الأحياء العشوائية بدمشق؛ إذ تتداخل الأحداث بين النفوذ والفساد وتأثيراتهما على حياة الناس، وهو ما يخلق سرداً درامياً متشابكاً يجمع بين الفكاهة والتوتر؛ حيث يروي المسلسل قصة رجل دمشقي تزوج من سيدة نافذة وابتعد عن أسرته الفقيرة، ما دفعه إلى مواجهة صراعات كبيرة مع أجهزة الأمن والنفوذ. ويبرز هذا السرد رؤيةً عميقة للتغيرات الاجتماعية التي حدثت قبل سقوط النظام، تحت تأليف شادي كيوان ومعن سقباني وميادة إبراهيم، وإشراف محمد عبد العزيز.

شخصيات مطورة وبصمات فنية مميزة في مسلسل عيلة الملك الرمضاني

يحتوي مسلسل عيلة الملك على طاقم فني بارز يقدم أدواراً تمتلئ بالتعقيد والتنوع؛ حيث يلعب سلوم حداد دور “جبري الملك”، التاجر الدمشقي القوي؛ بينما يجسد عبد الهادي الصباغ شخصية “بشير”، أستاذ التاريخ الذي يطرح أفكاراً جدلية تضفي عمقاً على الأحداث. وأما رنا ريشة فتؤدي دور ابنة جبري “خولة”، وتجسد شكران مرتجى شخصية “سندس”، المرأة التي تواجه تحديات عاطفية واجتماعية بعد هجر زوجها، وتدخل في صراعات مع شاب أصغر منها. كذلك تضيف صفاء سلطان التي تجسد “نور”، الزوجة الرابعة السرية، صبغة سياسية مشوقة من خلال علاقاتها في الملهى الليلي، مع مشاركة ديما بياعة بدور “سلوى” بعد استبدال أمل عرفة، ما يعكس التحولات في طاقم العمل وديناميكية الإنتاج الدرامي السوري.

تفاصيل إنتاجية ومسارات فنية متجددة في مسلسل عيلة الملك

اعتمد المخرج محمد عبد العزيز أسلوب الورشة الذي استخدمه سابقاً في “ليالي روكسي”، ما ساهم في تنسيق الرؤية الدرامية وتوحيد عناصر العمل، مع تنفيذ التصوير في دمشق لتقديم تفاصيل دقيقة عن الواقع السوري. شهد المسلسل عودة الفنانة لينا دياب بعد غياب مدة تجاوزت عشر سنوات، بحضور قوي أمام الكاميرا، في حين انسحبت أمل عرفة بسبب تضارب مواعيد التصوير مع أعمال أخرى، لتشارك سلوى معمار بدورها الجديد، مما يبرز تحديات الإنتاج في الدراما السورية الحديثة. يعكس مسلسل عيلة الملك مشاهد الحياة الواقعية قبل فترة فاصلة من تاريخ البلاد، متوازناً بين التحديات الاجتماعية والدرامية التي تؤثر على الشخصيات، ما يجعل من العمل انعكاساً حقيقياً للتغيرات التي شهدها المجتمع السوري في تلك المرحلة الحرجة.