رسالة اليوم من علاء مبارك للمراهق السياسي 2025

أنت مخطئ في تقييم علاقتك بالوالد، فمن خلال تصرفاتك تظهر وكأنك ما زلت تعيش مرحلة المراهقة السياسية رغم نضوج العمر، وهذا السلوك لا يتناسب مع حجم التحديات التي تواجهها مصر اليوم، خاصة في مواجهة أزمات متعددة تتطلب من الجميع التكاتف والصمت عن الهيافة.

لم أجد من الضرورة الرد عليك أثناء تعديك على الأخلاق، لكن ما إن تجاوزت حدود اللياقة خمس مرات، حتى استيقظ الصعيدي الذي بداخلي ليقول لك: البلد ليست بحاجة لصراعات عابرة أو هجوم شخصي؛ مصر أمامها مصير يتطلب الارتقاء بالمستوى والالتزام بالجدية.

حين تكون مصر في خضم هذه التحديات الكبيرة وشعبها يقدم تضحيات عظيمة، كنت أتمنى منك أن تبادر بخطوة وطنية حقيقية، مثل إعادة مبلغ 430 مليون دولار الموجود في بنك كريدي سويس باسمك والشقيق جمال إلى البنك المركزي المصري وجعلها وديعة تحقق فائدة تعود على الدولة ومواطنيها، وهو مبلغ يعادل حوالي 20 مليار جنيه، كونه حقًا كفيلاً بدعم أجيال قادمة وليس مجرد ودائع عابرة، لكن يبدو أن هذا الأمر خارج نطاق توقعاتي منك.

كف عن العبث في الحديث، وخذ مود أرشد وأتقن استخدام الحوار الراقي، خاصة بعد ما ألم به والدك من ظلم لا يستحق قبح التراشق بعد رحيله. عليك أن تتعلم من شقيقك جمال التفكير بهدوء وعدم الخوض في الخصومات التي لن تخدم أحدًا، فأنا لا أسعى إلى خلق معركة أو خصومة معك، لكن لدي وقائع وحقائق قد تغير موقفك لو عرفتها، ومنها ما قاله الرئيس الراحل عنكم أثناء التحقيقات التي أجريت بعد خروجه من الحكم، والتي كشفت الكثير من الخفايا.

هذا النداء الأخير مني لك، فاحتفظ بما تملكه من أموال، وبدلًا من جعجعتك الزائدة، استثمر طاقتك في خدمة وطنك بصدق ومسؤولية. الرأي العام يتابع، ومن حقك النقد، لكن ليس على حساب الأدب والاحترام.