طفرة صادرات إندونيسيا إلى الصين تكشف الوجه الحقيقي للخام الإيراني في 2025

تضاعفت وتيرة استيراد الصين للنفط الخام من إندونيسيا بشكل غير معتاد خلال الفترة الأخيرة، في ظاهرة يرى متعاملون أنها تستخدم كغطاء لإخفاء شحنات النفط الخام الإيراني التي تخضع لعقوبات أميركية، حيث يتم نقلها لسفن أخرى في المياه القريبة من ماليزيا قبل دخولها إلى الصين بشكل رسمي. تعكس هذه الطريقة زيادة التدقيق على الشحنات التي تمر عبر ماليزيا، وهو ما دفع إلى اعتماد إندونيسيا كمصدر بديل معلن لشحنات الخام الإيراني.

كيف تستخدم الصين زيادة استيراد النفط الخام من إندونيسيا لإخفاء شحنات النفط الإيراني

يقول متعاملون في السوق إن نقل شحنات النفط الإيراني على أنه نفط ماليزي يعد خدعة قديمة يتبعها بائعو الخام الإيراني لصالح الصين، التي تعد أكبر المشترين لهذا النوع من النفط رغم توقف الاستيراد الرسمي للخام الإيراني منذ عام 2022. تظهر بيانات الجمارك الصينية بانتظام أن حجم النفط القادم من ماليزيا يتجاوز الإنتاج الفعلي لهذا البلد في جنوب شرق آسيا، مما يؤكد وجود عمليات إعادة شحن غير معلنة.

تفاصيل البيانات الجمركية تظهر تباينًا بين صادرات إندونيسيا ووارداتها إلى الصين

أظهرت بيانات الجمارك الصينية ارتفاع واردات البلاد من النفط الخام الإندونيسي بشدة، حيث قفزت من أقل من 100 ألف طن في بداية العام 2024 إلى 9.81 مليون طن بنهاية أكتوبر، وهو ما يعادل 235570 برميلاً يوميًا. بالمقابل، كشفت سجلات الجمارك الإندونيسية أن صادرات النفط الخام بلغت فقط 1.7 مليون طن بين يناير وسبتمبر، وكانت الشحنة الموجهة إلى الصين لا تتجاوز 25 ألف طن، مما يشير إلى فارق يتجاوز ستة أضعاف كمية النفط المعلنة من المصدر.

انخفاض واردات الصين من ماليزيا يعزز فرضية استخدام إندونيسيا كمصدر بديل لشحنات النفط الإيراني

إلى جانب ذلك، شهدت واردات الصين من ماليزيا تراجعًا ملحوظًا، حيث انخفضت إلى ما يقارب نصف كميتها التي سجلت ذروة عند 8.5 مليون طن خلال مارس، وذلك منذ يوليو وحتى اليوم. ماليزيا تُعتبر من أكبر مراكز إعادة شحن النفط الإيراني، ويعتقد بعض المتعاملين أن هذا الانخفاض مرتبط بضغوط البنوك التي تتجنب التعامل مع المستندات التي تثبت الأصل الماليزي للنفط.

البيان الكمية (طن) الفترة
واردات الصين من النفط الخام الإندونيسي 9.81 مليون حتى أكتوبر 2024
صادرات إندونيسيا للنفط الخام 1.7 مليون يناير – سبتمبر 2024
الصادرات الإندونيسية إلى الصين 25 ألف يناير – سبتمبر 2024
واردات الصين من النفط الماليزي انخفضت إلى النصف من يوليو إلى أكتوبر 2024
ذروة واردات الصين من ماليزيا 8.5 مليون مارس 2024

وأشار متعاملان مطلعان تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما إلى أن إندونيسيا أصبحت في 2024 المصدر المعلن البديل بسبب رفض بعض البنوك قبول الوثائق التي تثبت أن منشأ النفط ماليزي. في المقابل، لم ترد الجهات الرسمية في البحرية الماليزية والجمارك الصينية والإندونيسية على طلبات التعليق التي قدمتها وكالة “رويترز” بشأن هذه العمليات غير المألوفة.

بات واضحًا أن الصين تعتمد تكتيكاً جديدًا في استيراد النفط الخام، يستند إلى استغلال دول أخرى كواجهة لإعادة شحن النفط الإيراني المتضرر بالعقوبات، مع تنامي الدور الذي تلعبه إندونيسيا كمصدر نفط خام منظم، في حين تحجم ماليزيا تحت ضغط التدقيق البنكي والرقابة الدولية.