التقويم والقياس يفتحان آفاقًا جديدة لتحسين التعليم في السعودية

حازت جهود المملكة العربية السعودية في تحسين جودة التعليم على نتائج ملموسة خلال السنوات الأخيرة، خاصة من حيث تعزيز نواتج التعلم لدى الطلاب، وفقًا لرؤية 2030 التي تهدف إلى تطوير المنظومة التعليمية بشكل شامل. شهد الطلاب تحسنًا ملحوظًا في مستويات القراءة والرياضيات والعلوم، مع زيادة في متوسط التحصيل تتراوح بين سنة إلى سنتين دراسيتين، مما يعكس تأثير الاستراتيجيات المعتمدة لتحسين الأداء التعليمي على جميع المستويات.

استراتيجيات تحسين نواتج التعلم في التعليم السعودي وتحدياتها

تواصل السعودية اتباع استراتيجيات متعددة لترسيخ جودة التعليم والارتقاء بنواتج التعلم، رغم التحديات التي تواجه منظومتها التعليمية. يعكس تقرير البنك الدولي “تبني التغيير وتشكيله” الحاجة إلى تعزيز مستويات الطلاب لتتوافق مع المعايير الدولية، بسبب وجود أعداد لا تزال دون مستويات الكفاية الأساسية. تلعب معايير التعليم الواضحة وثقافة التحسين المستمر دورًا رئيسيًا في رفع جودة التعليم؛ وهو ما تسعى هيئة تقويم التعليم والتدريب إلى تحقيقه من خلال وضع المعايير والإشراف عليها، فضلاً عن المهام الأساسية في القياس والتقويم واعتماد المؤسسات التعليمية.

دور هيئة تقويم التعليم والتدريب وبرامج التقويم الوطنية في تحسين نواتج التعلم

منذ عام 2015، تعاون البنك الدولي مع هيئة تقويم التعليم والتدريب لتعزيز قدرات النظام التعليمي في مجالات جوهرية مثل تطوير الاختبارات الوطنية التي تقيس نواتج التعلم، ومراقبة الأداء واعتماد المدارس، وإدارة البيانات التعليمية. يُعتبر البرنامج الوطني لتقويم نواتج التعلم (نافس) أحد المبادرات الهامة المختصة بقياس ومتابعة أداء الطلاب في مواد الرياضيات والعلوم والقراءة، حيث شمل البرنامج مؤخراً نحو مليون ونصف المليون طالب من مختلف المدارس، مما ساهم في تحديث منهجية التقويم وجعلها أكثر دقة وشفافية، كما أطلقت الهيئة إطار التقويم الوطني للمدارس لتحسين نتائج نواتج التعلم على مستوى المدارس كافة.

تطبيقات التقنية والابتكار في دعم نواتج التعلم وجودة التعليم في السعودية

ساهمت التقنية الرقمية في تعزيز عمليات التقويم وتحليل البيانات بشكل فعال، عبر منصة “تميّز” الرقمية التي تتيح تقارير مفصلة لأداء المدارس، ما يساعد مسؤولي التعليم على اتخاذ قرارات مستنيرة ومتابعة أداء المدارس بفاعلية. كما أُصدر تطبيق “مستقبلهم” ليقدم لأولياء الأمور سهولة الاطلاع على نتائج أبنائهم، ويتيح اختبارات تدريبية وقياسات محاكاة تعزز متابعة التحصيل الأكاديمي بوضوح. تعكس هذه المبادرات الرقمية توجه المملكة الدائم نحو تطوير أدوات دقيقة لرفع جودة التعليم، ما يدعم بشكل مباشر تحسين نواتج التعلم، ويرسخ استدامة التميز في الأداء التعليمي بما يتماشى مع أهداف رؤية 2030.