الآن! العلماء يكشفون تأثير كوكب المشتري في تكوين النظام الشمسي 2025

نمو كوكب المشتري كان له تأثير كبير في تشكيل النظام الشمسي من حولنا، إذ كشف علماء من جامعة “رايس” الأميركية كيف أن هذا العملاق الغازي ساهم في تنظيم تكوين الكواكب والمواد التي دارت حول الشمس في مراحلها الأولى، عبر نماذج هيدروديناميكية ومحاكاة معقدة تبرز دور المشتري في بداية النظام النجمي.

تأثير نمو كوكب المشتري على تكوين الحلقات والفجوات في القرص الغازي المحيط بالشمس

أثبتت الدراسات أن قوة جاذبية كوكب المشتري الهائلة أحدثت تغيرات كبيرة في القرص الغازي الدوار الذي أحاط بالشمس أثناء تكوين النظام الشمسي؛ إذ أدى نمو المشتري إلى تكوين حلقات وفجوات واضحة داخل هذا القرص، ما ساعد على تفسير ظهور غالبية النيازك البدائية بعد ملايين السنين من تراكم المواد الصلبة الأولى؛ فالفجوات لم تكن مجرد فراغات، بل كانت مساحات مهمة لتنظيم الجسيمات الصغيرة ضمن القرص عبر إبطاء حركتها، ما ساهم في ترتيب مكونات النظام بطريقة دقيقة.

كيف شكل المشتري حاجزًا طبيعيًا لتنظيم نمو النيازك والكواكب المصغرة في النظام الشمسي

أشار الباحث أندريه إيزيدورو مع زميله بيبهاف شريفاستافا إلى أن نمو كوكب المشتري خلق تموجات واضطرابات في القرص الغازي بكامله، فهذه الاختناقات أدت إلى أسر جزيئات الغبار ومنعها من الانجراف نحو الشمس، ما سمح بتراكمها في حزم كثيفة أسّست الكواكب المصغرة التي تشكل اللبنات الأساسية للكواكب المستقبلية؛ وهكذا، أربك المشتري الحركة ونتج عنه تقسيم للنظام الشمسي إلى منطقتين رئيسيتين: منطقة داخلية غالبًا صخرية، وأخرى خارجية غازية، تحدد ملامح التكوين المستقبلي للكواكب.

دور نمو كوكب المشتري في استقرار مدارات كواكب المجموعة الشمسية الداخلية والحفاظ على توازن النظام

يرى العلماء أن بداية تشكل المشتري كانت مبكرة جدًا داخل النظام الشمسي، مما مكّنه من إنشاء فجوة أساسية ساعدت في الفصل بين المواد الداخلة والخارجة للنظام، وهو ما أتاح للكواكب الداخلية مثل الأرض والمريخ والزهرة أن تستقر في مداراتها بشكل نسبي دون أن تضطرب باستمرار؛ ويُوصف المشتري بـ”نجْم فاشل ومهندس معماري عملاق” لأنه منع هجرة الأجسام الصغيرة نحو الشمس، ظاهرة قد تحدث في أنظمة نجمية أخرى تفتقد إلى وجود كواكب عملاقة مماثلة.

العامل التأثير في النظام الشمسي
قوة جذب المشتري تشكيل التموجات والحلقات داخل القرص الغازي
الفجوات في القرص الغازي منع سقوط الجسيمات الصغيرة نحو الشمس وتكوين الكواكب المصغرة
نشوء المشتري المبكر فصل المواد الداخلية عن الخارجية واستقرار مدارات الكواكب الداخلية

تؤكد هذه النتائج أن نمو كوكب المشتري لم يكن مجرد حدث عادي ضمن النظام الشمسي، بل كان المحرك الأبرز في رسم ملامح تكوين النظام وتنظيمه، إذ يلعب المشتري دورًا حيويًا كونه العملاق الغازي الذي يحافظ على التوازن بين مكونات النظام ويعزز تشكيل الكواكب بتنوعها، ما يفتح آفاقًا لفهم أعمق لتطور الأنظمة النجمية وأهمية العمالقة الغازية في استقرارها على المدى الطويل.