مهرجان القاهرة 2025 يتحدى الصعاب ويثبت جدارته في المنافسة

منذ تقلد الفنان الكبير حسين فهمي رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، استعاد المهرجان بريقه وهيبته العريقة، وأصبح مرة أخرى في صدارة المشهد الثقافي بوصفه رمزًا للسينما المصرية على المستوى العالمي. خبرته التي تمتد لأكثر من خمسين عامًا في مجالات التمثيل والإخراج والإنتاج والإدارة، جعلته القائد الذي يمزج بين الرؤية الفنية والانضباط المؤسسي بحرفية عالية، ليعيد للمهرجان هويته الأولية كمناسبة سينمائية جادة، بعيدًا عن كونه مجرد حدث اجتماعي يعج بالمصورين والإطلالات.

كيف يعيد حسين فهمي للمهرجان روح السينما الحقيقية وتنظيمه الاحترافي

منذ الدورة الخامسة والأربعين أصبح واضحًا أن حسين فهمي يتعامل مع مهرجان القاهرة السينمائي كعمل سينمائي متكامل يتطلب إدارة دقيقة لكل تفاصيله، بدءًا من اختيار الأفلام وتنظيم الجلسات، وصولًا إلى استقبال الضيوف وإدارة العروض. رؤيته تتمثل في أن “يعود المهرجان إلى أصوله”، ويستعيد ثقته الدولية كمهرجان عريق يعد أقدم مهرجان في المنطقة العربية وأحد أبرز المهرجانات على المستوى العالمي من حيث التاريخ وتنوع المشاركات. وفي الدورة السادسة والأربعين التي يُقام بها المهرجان هذا العام، تسير الخطط بثبات ملحوظ؛ إذ تتنوع الأفلام المشاركة لتشمل مدارس سينمائية متعددة، ويزداد حضور الشباب بوضوح، كما تتجلى البصمة التنظيمية والإدارية في كل جانب من جوانب الحدث.

تقييم الدورة السادسة والأربعين ودور الانضباط في نجاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

تحدث الفنان حسين فهمي عن أن دورة المهرجان الحالية أظهرت نضجًا واضحًا في التنظيم والاختيار، حيث عمل فريق العمل لشهور طويلة على توسيع شبكة العلاقات الدولية واختيار أفلام تعكس الاتجاهات الحديثة في السينما العالمية؛ إذ لا يرغب المهرجان في أن يتحول إلى مناسبة احتفالية فقط، بل إلى تجربة فنية جادة تضيف قيمة حقيقية لكل من المشاهد والمبدع. وأكد فهمي أن الانضباط داخل المهرجان لا يعني شدّة في التنظيم فحسب، بل احترام الوقت والعمل الجماعي، حيث إن الالتزام بالمواعيد والأسلوب المهني في التعامل مع الضيوف والإعلام يُسهم في رفع قيمة الحدث ودعم صورة مصر الثقافية بشكل إيجابي، وهو أمر يرفض تحويل المهرجان إلى فوضى.

الشباب والترميم الرقمي وتجديد السينما في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

يرى حسين فهمي أن دعم مشاركة الشباب أمر أساسي لاستمرار روح السينما، مشيرًا إلى تخصيص مساحات واسعة للورش والمنتديات التي تشجع صناع الأفلام القصيرة والمشاريع الجديدة، مما يعزز استمرارية الفن السينمائي. كما أبدى اهتمامًا ملحوظًا بملف الترميم الرقمي للأفلام الكلاسيكية، مشددًا على أن هذا الترميم عمل ثقافي ضروري للحفاظ على تراث السينما المصرية من الاندثار، ويشدد على أهمية الحفاظ على روح الفيلم الأصلي خلال عمليات الترميم، مثل الاحتفاظ بالأفلام المصوّرة بالأبيض والأسود بدون تغيير في ألوانها. خلال هذه الدورة، يُعرض للمرة الأولى نحو عشرين فيلمًا مرمّمًا، وهو مؤشر على التزام المهرجان بإحياء التراث السينمائي، كما أنه يُعزز من فرصة عرض هذه الأفلام ومناقشتها مع الجمهور. هذا إلى جانب الاهتمام الملحوظ بالمشاركة العربية والعالمية، والتي تعكس التنوع الواسع للتجارب واللغات البصرية، مؤكدًا على دور مهرجان القاهرة كجسر بين الثقافات المتنوعة.

العنصر تفاصيل المشاركة
الأفلام تتنوع بين مدارس سينمائية مختلفة من الشرق والغرب
الشباب ورش عمل، منتديات، دعم لصناع الأفلام القصيرة
الترميم الرقمي عرض نحو عشرين فيلمًا مرمّمًا ضمن المحافظة على الأصالة
التنظيم انضباط، احترام الزمن، تنظيم محكم لكل الفعاليات
التنوع الثقافي حضور عربي وعالمي واسع يعكس التنوع السينمائي

يرى فهمي أن سينما المهرجانات تختلف في جوهرها عن العروض التجارية، فاختيارات مهرجان القاهرة السينمائي تمثل ثقافة فنية مفتوحة ترفع من وعي الذوق السينمائي وتغذي النقاشات الثرية حول معنى الفن، بينما يرى أن بعض الانتقادات التي توجه للمهرجان باعتباره يقدم أفلامًا “صعبة” تعكس حقيقة أن السينما هي لغة تجديد، والهدف الأساسي من المهرجان هو فتح آفاق جديدة للمشاهدين والمبدعين.

تعكس الدورة السادسة والأربعون من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي استمرار مصر كقلب نابض للسينما في المنطقة؛ ما يؤكد قدرة المهرجان على المنافسة وتأدية دوره كمنارة سينمائية تحترم الفن وتعشق إبداعه، مصوّرة مسؤولية وطنية تعانق التميز وتعزز حضور مصر على الخارطة الفنية العالمية.