ثلاثة مزارعين يحولون الجبال العطشى إلى أول حقل أرز في المحويت

شهدت محافظة المحويت، وتحديدًا في عزلة دير الشريف بمديرية بني سعد، نجاح أول تجربة لزراعة الأرز في ظل طبيعتها الجبلية وندرة المياه، وهي تجربة فريدة أطلقها ثلاثة مزارعين بعزيمة وإصرار، مما يعكس قدرة الريف اليمني على تجاوز التحديات الزراعية المعقدة.

تفاصيل نجاح تجربة زراعة الأرز في محافظة المحويت رغم ندرة المياه

نجحت تجربة زراعة الأرز في المحويت بفضل رعاية جمعية بني سعد التعاونية الزراعية، حيث حاول المزارعون التغلب على غياب مصادر المياه الجارية التقليدية عبر استخدام مضخة زراعية لري الحقل بشكل منتظم، ما ساعد في إنبات سنابل الأرز بعد فترة لا تتجاوز الأربعة أشهر، وهو ما يدل على إمكانات زراعة الأرز حتى في البيئات الجبلية. قاد التجربة الميسر الإرشادي ماجد المنتصر، إلى جانب المزارعين محمد القيهمي، وعلي دغفول، ومحمد فيصل، الذين سعوا لتغيير النظرة السلبية عن صعوبة زراعة الأرز ضمن مثل هذه الظروف.

التوسع في زراعة الأرز في اليمن: تجارب ناجحة في المحافظات الجبلية الأخرى

ليست تجربة المحويت هي الوحيدة التي أثبتت جدوى زراعة الأرز في مناطق مرتفعة، حيث كانت محافظة حجة قد أعلنت في نوفمبر 2024 عن نجاحها في زراعة الأرز للعام الثالث على التوالي، الأمر الذي نشرته صفحة “أخبار الزراعة في اليمن” وأكدته مواقع عدة. هذه النجاحات اتسعت لتشمل مديريات مثل المغربة والجميمة وأسلم الشرفين، إضافة إلى إنتاج إيجابي حققه مزارعو وادي مور بمحافظة الحديدة. يشير المختصون إلى أن نجاح زراعة الأرز في هذه المناطق يعود بشكل رئيسي إلى وفرة المياه وتوفر درجات الحرارة الملائمة، حيث تتراوح فترة نمو الأرز بين أربعة إلى ستة أشهر مع متوسط حراري مناسب يصل إلى 21 درجة مئوية، وهو ما يدعم استمرارية المحصول.

الأهمية الاقتصادية والاجتماعية لزراعة الأرز محليًا في اليمن

تشير نجاحات زراعة الأرز محليًا إلى أفق جديد أمام الاقتصاد الريفي اليمني، كونها تسهم في تقليل الاعتماد على الواردات التي تكلف الدولة مبالغ ضخمة سنويًا، إذ بلغت قيمة استيراد الأرز في عام 2020 نحو 70 مليار ريال يمني، ومن مصادر متعددة منها الهند وتايلاند وماليزيا والصين التي تعتبر شريكًا تجاريًا رئيسيًا. وبالاهتمام بهذه التجارب وتوسيع رقعة زراعة الأرز، يمكن تحقيق الاكتفاء الذاتي جزئيًا أو كليًا، ما يعزز من الاكتفاء الغذائي ويساهم في نهضة زراعية مستدامة في مناطق جبلية كانت تعد سابقًا غير مناسبة لزراعة هذا المحصول الأساسي.

النجاح في زراعة الأرز بالمحافظات الجبلية يعكس إرادة مزارعين يمنيين في تجاوز العقبات المناخية والمواردية، مما يجعل الأرز المحلي ليس فقط محصولًا غذائيًا بل رمزًا للأمل في تحقيق التنوع الزراعي والتنمية الريفية.