الآن | اكتشاف جزيئات الحياة في مجرة قريبة حسب علماء الجزيرة نت 2025

تمكن فريق علمي دولي بقيادة جامعة ميريلاند من اكتشاف جزيئات عضوية معقدة كبيرة الحجم متجمدة في الجليد خارج مجرة درب التبانة لأول مرة باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي، مما يفتح نافذة غير مسبوقة لفهم كيمياء الكون وانتشار مكونات الحياة. هذا الاكتشاف يعيد تشكيل تصوراتنا حول قدرة المركبات العضوية على الصمود خلال تشكل الكواكب واندماجها في الأجسام الصغيرة التي قد تؤدي فيما بعد إلى تكوين الحياة.

مكونات الحياة في الجليد الفضائي خارج مجرة درب التبانة

يشير البحث الذي قادته البروفيسورة مارتا سويلو من جامعة ميريلاند وناسا إلى أول وجود لجزيئات عضوية معقدة متجمدة تحيط بنجم أولي قيد التطور في سحابة ماجلان الكبرى، وهي مجرة قزمة غير منتظمة تبعد عنا حوالي 160 ألف سنة ضوئية، وتعتبر من أقرب العوالم الكونية التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة في نصف الكرة الجنوبي. هذه النتائج تربطنا بأصولنا الكيميائية في الكون وتقدم أدلة دامغة على وجود لبنات الحياة الأساسية في أماكن أبعد من مجرتنا، ما يعزز فهمنا للكيمياء الفلكية في الأبعاد الفضائية.

تُبرز الدراسة أهمية الاستثمارات العلمية التي مكنت من استخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي لإجراء تحليلات دقيقة للتفاعلات الكيميائية خارج مجرة درب التبانة، مما يفتح الطريق لعبور مراحل جديدة في فهم كيفية تشكل هذه المركبات تحت ظروف الفضاء القاسية. بالإضافة إلى ذلك، يقدم البحث أفقاً لتطبيقات صناعية وصيدلانية مستقبلية من خلال دراسة طبيعة الجسيمات الجليدية في سحابة ماجلان الكبرى.

ذرات مجمدة تكشف عن جزيئات عضوية معقدة في الفضاء الخارجي

أعلن علماء الفلك عن اكتشاف جزيئات عضوية متجمدة تحتوي على أكثر من ست ذرات حول نجم صغير يُعرف باسم “إي تي 6” في مجرة خارج درب التبانة، وذلك عبر استخدام أداة الأشعة تحت الحمراء المتوسطة التابعة لتلسكوب جيمس ويب. نشر هذا الاكتشاف في مجلة ذا إستروفيزيكال جورنال ليترز، حيث برزت خمسة جزيئات عضوية معقدة داخل جليد النجم الأولي في طور التكوين، منها مركبات معروفة على الأرض مثل الميثانول، الإيثانول، فورمات الميثيل، الأسيتالديهيد، وحمض الأسيتيك، المعروف كعنصر رئيسي في الخل.

كما لاحظ الفريق علامات طيفية قد تدل على وجود جليكول ألدهيد، جزيء عضوي معقد مرتبط بالسكريات ويعتبر مقدمة لجزيئات حيوية أكثر تطوراً كالحمض النووي الريبي، رغم الحاجة لمزيد من الأبحاث لتأكيد ذلك.

دور تلسكوب جيمس ويب في الكشف عن مركبات الحياة في الفضاء

يلعب تلسكوب جيمس ويب الفضائي دورًا محوريًا في الكشف عن الجسيمات العضوية المعقدة المتجمدة في الفضاء، وذلك عبر أدوات متطورة تسمح برصد البيانات الطيفية للإشعاع من مواد مختلفة تحيط بالنجوم الوليدة. يعتمد الباحثون على هذه البيانات في تحديد تركيب الجليد الجزيئي والكيمياء الدقيقة للمواد العضوية الموجودة في بيئات كونية شديدة البرودة، مما يمدهم بفهم عميق لكيفية تشكل مكونات الحياة الأساسية خارج حدود مجرتنا.

يُتيح هذا الاكتشاف فرصة لتحليل عملية تكوين المركبات التي قد تساهم في نشوء الحياة، ويحفز تطوير دراسات مستقبلية تهدف إلى معرفة تأثير هذه الجسيمات على البيئات الكوكبية الناشئة، وهو ما يمكن أن يغير رؤيتنا لاحتمالية الحياة في الكون.