اليوم أسعار الذهب في عدن ترتفع 300% وتتخطى صنعاء بمليون ريال

شهدت الأسواق اليمنية تقلبات غير مسبوقة في أسعار الذهب اليوم، إذ تكشف الفجوة المالية بين صنعاء وعدن عن فارق كبير في سعر قطعة الذهب الواحدة يصل إلى مليون ريال تقريبًا، وهو ما يعكس حالة انقسام اقتصادي حاد بين المدينتين ضمن نفس البلد، ويُعد هذا الفارق مثيراً للدهشة ويؤثر تأثيرًا مباشرًا على المستثمرين والمواطنين على حد سواء.

الفروق الصادمة في أسعار الذهب اليوم بين صنعاء وعدن وتأثيرها الاقتصادي

عند متابعة أسعار الذهب اليوم، يظهر أن جنيه الذهب في صنعاء يُسعر بحوالي 486 ألف ريال، بينما في عدن يتجاوز سعره مليونًا ونصف ريال؛ مما يدل على فارق سعر يصل إلى 216% بين المدينتين، وهو ما يعادل راتب موظف حكومي لثلاث سنوات كاملة، وهذا يشير إلى اضطرابات اقتصادية عميقة. الموظف أحمد في عدن يعبر عن صدمته من ارتفاع الأسعار ويقول إنه كان يخطط لشراء جنيه ذهب لزفاف ابنته، لكنه فوجئ بالفارق الكبير مقارنة بسعر القطعة ذاتها في صنعاء. في المقابل، تمكن تاجر ذكي من تحقيق أرباح مضاعفة خلال شهر واحد عبر استغلال هذا الفرق الكبير في الأسعار وتحويل كميات الذهب بين المدينتين، محققًا مكاسب مالية ملموسة.

كيف أدى الانقسام الاقتصادي في اليمن إلى تفاوت أسعار الذهب اليوم بشكل كبير؟

يرجع هذا التفاوت الحاد في أسعار الذهب اليوم إلى الانقسام الذي شهده اليمن منذ عام 2015، حيث أدى فصل البنك المركزي إلى تباين في أسعار الصرف وصعوبات كبيرة في نقل البضائع والذهب بين الشمال والجنوب. يرى الخبير الاقتصادي د. عبدالله الحكيمي أن هذا الانقسام المالي يشكل ضربات قوية للاقتصاد اليمني؛ إذ يهدد وحدة السوق المالية ويخلق بيئة غير مستقرة للاستثمار. تشبه هذه الأزمة أزمة الذهب اللبنانية التي ضربت السوق عام 2020، لكن اليمن يواجه معضلات إضافية على صعيد الأمن والاستقرار الاقتصادي لتصبح الأزمة أكبر وتعقيداتها أشد حدة.

الآثار الاجتماعية والفرص والمخاطر الناتجة عن تفاوت أسعار الذهب اليوم في اليمن

تنعكس تأثيرات فرق أسعار الذهب اليوم على الحياة الاجتماعية في اليمن، حيث تضطر العرائس في عدن إلى تأجيل حفلات الزواج، وتبحث الأسر عن بدائل للهدايا الثمينة وسط ارتفاع التكلفة بشكل مبالغ فيه. تحكي فاطمة من عدن عن صعوبة قدرتها على شراء الذهب المناسب للمناسبات، خاصة مع وجود أسعار معقولة في صنعاء. في الوقت ذاته، يتوقع الخبراء حركة هجرة للذهب من صنعاء إلى عدن لتقليص الفجوة السعرية تدريجيًا، إلا أن هذه الخطوة محفوفة بمخاطر أمنية وقانونية كبيرة تمنع الكثيرين من المخاطرة بها مع استمرار تحديات النقل وعدم الاستقرار السياسي. في ظل هذا الواقع، تبقى فرص الربح مغرية لكنها تعتمد على قدرة المستثمر على تحمل المخاطر المرتبطة بالوضع الاقتصادي والأمني المعقد في اليمن.