تراجع الذهب تحت ضغط الدولار عند 4040 دولارًا مع رهانات خفض الفائدة في الفيدرالي

شهدت أسعار الذهب تراجعًا لليوم الثالث على التوالي، مع استمرار تداول الدولار الأمريكي قرب أقوى مستوياته خلال ستة أشهر، وسط ترقب المستثمرين لتطورات أسعار الفائدة الأمريكية وتأثيرها المحتمل على أسواق الذهب. وجاء هذا الانخفاض في أسعار الذهب العالمي بعد أن بدأت أونصة الذهب بالهبوط التدريجي لتقترب من مستوى 4040 دولار للأونصة، وذلك بعد افتتاح التداول عند 4067 دولار.

تأثير استقرار الدولار على تحركات أسعار الذهب

مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يعكس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسة، لا يزال مرتفعًا بالقرب من أعلى مستوياته خلال نصف العام الماضي؛ حيث يتداول فوق علامة 100 نقطة. ويشكل هذا الارتفاع ضغطًا مستمرًا على أسعار الذهب نظراً للعلاقة العكسية المعهودة بين الدولار والذهب. مع انتظار الأسواق لقرارات الاحتياطي الفيدرالي، زادت توقعات خفض الفائدة في ديسمبر بشكل ملحوظ، خصوصًا بعد تصريحات جون ويليامز محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، والتي أكد فيها على أن الفيدرالي يمتلك أسبابًا قوية لخفض أسعار الفائدة الشهر المقبل، مشيرًا إلى المخاطر التي قد تواجه سوق العمل وتراجع احتمالات ارتفاع التضخم. وتعكس تحركات الأسواق ارتفاع فرص خفض أسعار الفائدة في ديسمبر بنسبة قفزت إلى 74%، ثم هبطت قليلاً إلى 69% بحسب آخر المؤشرات.

تباين مواقف أعضاء الاحتياطي الفيدرالي وتأثيره على سعر الذهب

على الرغم من تصريحات ويليامز الداعمة لخفض معدل الفائدة، ظهر تباين واضح في آراء أعضاء اللجنة الاحتياطية، حيث دعت لوري لوغان رئيسة بنك الاحتياطي في دالاس إلى تثبيت أسعار الفائدة لفترة، فيما حذر مسؤولو بنوك شيكاغو وكليفلاند من المخاطر الاقتصادية الناتجة عن تخفيض سريع لأسعار الفائدة. ومن جهة أخرى، أدى انتعاش الأسواق المالية العامة وزيادة شهية المستثمرين للمخاطرة إلى تراجع الطلب على الذهب بشكل ملحوظ، خصوصًا بعد تقارير تشير إلى جهود الولايات المتحدة للتوسط في اتفاق وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، مما قلل من جاذبية الذهب كملاذ آمن في الوقت الحالي.

الأوضاع الراهنة ومستقبل أسعار الذهب مع توقعات الفائدة الأمريكية

بالنظر إلى الأوضاع الحالية، من المتوقع أن يواصل سعر الذهب اتجاهه الهابط خلال الفترة المقبلة؛ إذ لا يتوفر دعم قوي في ظل غياب التوترات الجيوسياسية، واتجاه الفيدرالي الأمريكي إلى عدم خفض أسعار الفائدة في الاجتماع المرتقب. ويركز السوق الآن على نتائج مجموعة من البيانات الاقتصادية الأمريكية لشهر سبتمبر، التي تأخرت بسبب الإغلاق الحكومي، والتي من الممكن أن تعطي دلالات حيوية حول مستقبل أكبر اقتصاد عالمي، بما يشمل مؤشرات قد تؤثر بدورها على تحركات أسعار الذهب.

• استقرار مؤشر الدولار فوق 100 نقطة يضغط على أسعار الذهب
• ارتفاع توقعات خفض الفائدة في ديسمبر بسبب تصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي
• تباين مواقف أعضاء الاحتياطي الفيدرالي يعكس حالة من عدم اليقين بشأن السياسة النقدية القادمة
• تعزيز سوق الأسهم يقلل من الطلب على الذهب كملاذ آمن
• غياب التوترات الجيوسياسية يحد من دعم أسعار الذهب في الوقت الحالي
• التركيز على البيانات الاقتصادية الأمريكية لشهر سبتمبر قد يغير من سيناريو الأسعار لاحقًا