PwC تخفض 1500 موظف و60 شريكًا في الشرق الأوسط ضمن إعادة هيكلة واسعة

بدأت شركة برايس ووترهاوس كوبرز (PwC) في منطقة الشرق الأوسط بإجراء تقليصات واسعة شملت حوالي 60 شريكًا وأكثر من 1500 موظف ضمن عملياتها، مما يعكس تأثيرات ملحوظة على قوة العمل لديها. جاء هذا القرار بعد تعليق صندوق الاستثمارات العامة السعودي التعاقدات الجديدة مع الشركة، وهو ما أثّر بشدة على مكانتها في السوق السعودية التي تعد من أهم أسواقها في المنطقة. مع وجود نحو 500 شريك وأكثر من 11 ألف موظف قبل التقليصات، تعد عملية تسريح الموظفين هذه من الأكبر في تاريخ PwC الإقليمي.

تأثير تقليص موظفي PwC في الشرق الأوسط على سوق الاستشارات المهنية

تُبرز تقليصات PwC في الشرق الأوسط مدى التغيرات الجذرية التي تعيشها شركات الاستشارات المهنية في المنطقة، لا سيما في ظل التحول الحاصل في أولويات الإنفاق الحكومي. حيث يشير الخبراء إلى أن تركيز الحكومات، ولاسيما السعودية، أصبح منصبًا على المشروعات الاستراتيجية طويلة الأمد، مما يحد من الطلب على الخدمات الاستشارية التقليدية. هذه التطورات تعني أن الشركات العاملة في القطاع تواجه ضغوطًا لإعادة التفكير في استراتيجياتها التشغيلية وتكييف خدماتها لتشمل المزيد من الحلول الرقمية التي تتوافق مع متطلبات المرحلة الجديدة.

العوامل الاقتصادية وراء تسريح 1500 موظف في PwC وتداعياتها المستقبلية

يُعد تعليق عقود التعاقدات من قبل صندوق الاستثمار السعودي أحد العوامل المحورية التي دفعت PwC إلى اتخاذ قرارات التقليص، حيث يمثل الصندوق واحدًا من أكبر عملاء الشركة. يُضاف إلى ذلك ما جاء في التحذيرات التي أطلقتها الشركة في مارس بشأن تباطؤ النشاط الاقتصادي في السعودية، والذي بدأ يؤثر على سوق الاستشارات والخدمات المهنية في الخليج بشكل عام. من المتوقع أن يمتد هذا التأثير إلى شركات أخرى تعتمد بشكل رئيسي على العقود الحكومية، ما يحتم عليها تطوير نماذج أعمالها وتوسيع نطاق خدماتها الرقمية.

خطوات إعادة الهيكلة في PwC بعد تسريح 1500 موظف وشركاء في الشرق الأوسط

تواجه PwC تحديًا مزدوجًا يتمثل في ضرورة إعادة هيكلة عملياتها بالمنطقة، مع ضمان الاستمرار في تقديم خدمات عالية الجودة رغم التخفيض الكبير في القوى العاملة. وتشمل خطوات إعادة الهيكلة:

  • تكييف استراتيجية العمل لتواكب التحولات الاقتصادية والإدارية الجديدة
  • التركيز على الحلول الرقمية والخدمات الاستشارية المبتكرة لتلبية احتياجات العملاء المتغيرة
  • إعادة تنظيم فرق العمل لتتناسب مع العدد الجديد من الشركاء والموظفين
  • تعزيز العلاقة مع الشركاء الرئيسيين والتواصل المستمر لفهم متطلبات السوق

يمثل تسريح 1500 موظف و60 شريكًا في PwC علامة فارقة تعكس أبعاد التحولات الاقتصادية والهيكلية التي يشهدها سوق الاستشارات المهنية في الشرق الأوسط، خصوصًا في ظل التحولات الحكومية نحو مشروعات استراتيجية جديدة تستهدف النمو المستدام والتطوير التقني، مما يدفع الشركات الكبرى إلى إعادة النظر في نماذج أعمالها لتظل مواكبة ومتجددة.