تراجع الدينار العراقي أمام الدولار في ختام تعاملات الأسبوع

انخفض سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار في السوق الموازية خلال تعاملات الخميس، مع استقرار السعر في السوق الرسمية عند الإغلاق الأسبوعي لنشاط صرف العملات في المحافظات العراقية، ما يعكس تحركات موجزة داخل السوق غير الرسمية مقارنةً بالتعاملات الرسمية الثابتة.

تحليل سعر صرف الدينار العراقي في السوق الموازية اليوم

شهد سعر صرف الدينار العراقي في السوق الموازية تقلبات طفيفة، إذ بلغ سعر الدولار في بغداد 1420 دينارًا عند البيع و1417.5 دينارًا عند الشراء، مقابل 1417 دينارًا للبيع و1412 دينارًا للشراء يوم أمس؛ بينما في أربيل، سجل البيع 1419 دينارًا والشراء 1416 دينارًا، مُرتفعًا مقارنةً بأسعار الأمس التي كانت 1417 دينارًا للبيع و1412.5 دينارًا للشراء. أما في البصرة، فكانت الأسعار اليوم 1419.5 دينارًا للبيع و1415.5 دينارًا للشراء، مرتفعة أيضًا عن مساء أمس الذي سجل 1417.5 دينارًا للبيع و1412.5 دينارًا للشراء. وتعكس هذه الأرقام تذبذبًا خفيفًا في سعر صرف الدينار العراقي في السوق الموازية، الذي يتأثر بعدة عوامل داخلية وخارجية.

سعر صرف الدينار العراقي في التعاملات الرسمية وأثره على السوق

في أسواق الصرف الرسمية، استقر سعر بيع الدولار عند 1305 إلى 1310 دنانير، موزعة بين الحوالات والاعتمادات المستندية والتسويات الدولية والبيع في المصارف، حيث بلغ 1310 دنانير لكل دولار. ويقتصر البنك المركزي على بيع الدولار فقط للمسافرين خارج العراق، مع إلزام البنوك بتنفيذ هذا القرار، ما يحد من السيولة النقدية المتداولة رسميًا لكنه يؤكد على ثبات سعر الصرف الرسمي للدينار، مما يقف في مواجهة سوق الموازي التي تشهد تقلبات يومية بسبب عوامل أخرى، مما يُظهر الفرق الواضح بين مسارين لسعر الدينار العراقي في الأسواق.

العوامل المؤثرة على سعر صرف الدينار العراقي وتفسير التذبذب الحالي

يشير الباحث المالي صلاح الزبيدي إلى أن الانخفاض الطفيف في سعر صرف الدينار العراقي في السوق الموازية يعود إلى تضافر ثلاثة عوامل رئيسية تؤثر على طلب الدولار خارج القنوات الرسمية، محدثة فروقات في العرض والطلب، وتضخم الفارق السعري. أولها زيادة الاستيراد الموسمي الذي يعزز الحاجة للدولار النقدي بعيدًا عن المنصة الرسمية، ما يتيح فرصًا للمضاربين لرفع السعر سريعًا؛ ثانيها قيود الإجراءات المعقدة للبنك المركزي التي تواجه صغار ومتوسطي التجار، مما يدفعهم إلى السوق الموازية لتأمين الدولار العاجل؛ وثالثها التوترات الإقليمية والتأثيرات الدولية غير المباشرة التي تقلص المعروض من الدولار بين حائزي العملة، مما يعزز الطلب ويضغط على سعر صرف الدينار العراقي بالدولار.

وفي السياق نفسه، يؤكد الزبيدي على قوة الاحتياطيات الأجنبية للعراق التي تجاوزت 98 مليار دولار، ما يدعم الدولار الرسمي ويدعم سعر صرف الدينار العراقي في القنوات الرسمية، لكن التحدي يبقى في نقل جميع تدفقات الدولار إلى النافذة الرسمية، مع الدعوة لتسهيل الإجراءات وتوسيع استخدام الأنظمة الإلكترونية كخطوة استراتيجية لامتصاص السيولة النقدية بالعملة المحلية وتقليل الاعتماد على الدولار في التعاملات.

العامل التأثير على سعر صرف الدينار العراقي
مزاد بيع العملة حجم المبيعات اليومية يؤثر بشكل مباشر على سعر الصرف
إجراءات البنك المركزي تنعكس على استقرار السعر عبر معالجة التحويلات الخارجية
حاجة التجار للدولار طلبات استيراد من دول تحت عقوبات تؤدي إلى الطلب في السوق الموازية
تهريب الدينار يزيد الفارق السعري عبر استغلال الفرق بين الرسمي والموازي
مضاربات التجار تغييرات توقعية أو تسريبات تؤدي إلى تحركات سعرية احترازية

توضح هذه العوامل ديناميكية سعر صرف الدينار العراقي، حيث تلعب التوقعات والمضاربات دورًا كبيرًا في تحركات السوق، لا سيما في ظل محدودية التعاملات الرسمية، ما يحفز طلب الدولار في الخارج ويزيد من تذبذب الأسعار واقتراب الفرق بين السوق الرسمية والموازية. فيما تبقى السياسات الحكومية وسرعة تنفيذها، بالإضافة لتبني الحلول الرقمية، هي مفاتيح تقليص الفوارق وتعزيز استقرار العملة العراقية في كلا المسارين.