أسعار النفط تستقر عالميًا مع تصاعد فرص اتفاق السلام في أوكرانيا

استقرت أسعار النفط في الفترة الأخيرة عند مستويات قريبة من 63 دولارًا للبرميل، وسط مؤشرات متزايدة على اقتراب اتفاق السلام في أوكرانيا، وهو ما يهدد برفع القيود عن الخام الروسي ويخلق توقعات بوفرة كبيرة في المعروض العالمي. هذا التطور أثار العديد من التساؤلات حول تأثيره على الأسواق النفطية في ظل التوترات السياسية المستمرة.

تأثير اتفاق السلام على أسعار النفط الخام الروسي

شهدت أسعار النفط بعض التراجع قبل استقرارها، إذ انخفض خام “برنت” القياسي بنسبة 1.4% خلال التعاملات، ليقترب من مستوى 63 دولارًا للبرميل، وبقي خام “غرب تكساس” فوق 58 دولارًا، وسط أجواء تفاؤل حذرة. جاء هذا بعد تصريحات للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، التي أشارت إلى وجود نقاط خلافية قليلة فقط تعيق التوصل لاتفاق، مع إرسال مفاوضيه لجولات جديدة من المحادثات. وأكد رئيس ديوان القيادة الأوكرانية أن المحادثات في جنيف وضعت أساساً قوياً لإنهاء الحرب، ما يعزز احتمالية رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على الخام الروسي، خاصة إذا تم التوصل لاتفاق سلام قريب.

تعقيدات تأثير رفع العقوبات على سوق النفط العالمي

يبقى تحديد أثر رفع العقوبات عن النفط الروسي على الأسعار العالمية تحدياً معقداً، بسبب العقوبات الغربية الصارمة التي تطال جزءًا كبيرًا من الإنتاج الروسي. ورغم بدء تنفيذ القيود الأمريكية على كبار المنتجين الروس مؤخرًا، إلا أن دولاً مثل الصين والهند وتركيا كانت بالفعل مشترين نشطين للخام الروسي بأسعار مخفضة خلال السنوات الماضية، ما جعل الأسواق تتحكم في الطلب بشكل مستقل عن العقوبات. وأوضح هوانغ وانزه، محلل شركة “دادي فيوتشرز”، أن السؤال الأساسي هو هل يعني وقف إطلاق النار رفع حقيقي للعقوبات، خاصة وأن الولايات المتحدة تقود الاتفاق، وقد تفضل في سيناريو متفائل إعفاءات أو تخفيف الرقابة لإعادة استيراد النفط الروسي من المشترين الرئيسيين مثل الهند.

توقعات تخمة المعروض العالمي وتأثيرها على أسعار النفط

منذ منتصف يونيو، انخفضت أسعار النفط بنحو 20%، بسبب زيادة ضخ براميل إضافية إلى السوق من تحالف “أوبك+” والمنتجين المستقلين، بينما ظل الطلب على النفط ضعيفًا. وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يتجاوز المعروض العالمي الطلب بزيادة قياسية تبلغ نحو 4 ملايين برميل يومياً خلال العام القادم، مما يزيد الضغوط على الأسعار. أما على صعيد المخزونات الأمريكية، فقد أظهر تقرير معهد البترول انخفاضًا طفيفًا بمقدار 1.9 مليون برميل في الأسبوع الماضي، مع انتظار البيانات الرسمية التفصيلية المقررة صدورها لاحقًا.

  • يشير اقتراب اتفاق السلام إلى احتمال رفع القيود على النفط الروسي مما يغير حركة الأسعار.
  • تعكس التوترات السياسية وتعقيدات العقوبات دورًا محوريًا في تحديد آثار الاتفاق.
  • زيادة المعروض العالمي مع تراجع الطلب تفرض تحديات على استقرار أسعار النفط.
  • تبقى تحركات المخزونات الأمريكية مؤشرًا هامًا لتطورات السوق النفطية.